كثيرًا ما نسمع عن "اللبان الدكر"، ولا نعرف حقيقة أو ماهية هذا الشئ، هل هو لبان للمضغ؟ أو هو تلك الأحجار الصغيرة التي تشتعل مع البخور؟ أو ربما لا يعلم بعضنا أن الاثنين شئ واحد في الأصل، فما هو اللبان الدكر؟، والذي يتم ذكره في العديد من المناسبات وبخاصة عند الحديث عن الصحة وعلاج بعض الأمراض.
وبحسب روايات التاريخ فقد عٌرف "لبان الدكر" منذ عصور التوراة، ومازال من المركبات التي لا غنى عنها في البخور للمراسم الدينية، ويُعتقد أن اليمن، وجنوب الجزيرة العربية هي
الموطن الأصلي للنبات، الذي له أسماء عديدة في الدولة العربية منها "لبان"،
"لبان دكر"، "كندر" و"بست"، وهناك تفاصيل كثيرة عرفناها
ونحن نبحث عن أصل هذا النبات العجيب وكيف يعالج أمراض كثيرة، حتى أننا وجدنا للملكة حتشبسوت علاقة
بالقصة، التي قررنا أن نخبرك بها في Food Today.
إلا أن للبان أنواع عديدة، وتُستخرج أجود أنواعه عالميًا مرتين أو ثلاث مرات
سنويًا من شجرة الکُندُر أو شجرة اللبان أو اللبنى، من ظفار عمان وحضر موت، و تنتشر
كذلك أشجار اللبان في بقية أجزاء شبه الجزيرة العربية وشمال الصومال وأثيوبيا
والعراق، إلا أن مملكة حضرموت عرُفت
قديمًا بمملكة اللبان والبخور، وهي واحدة
من أهم المناطق المصدرة له إلى الآن.
يستخدم كبخور وعلاج لبعض أمراض الصدر
لا تستغرب حين تعلم، أن اللبان الدكر هو نفسه الذي يضعه العطار في خلطته
الخاصة للبخور ليخرج منه رائحة طيبة، أو تأكله أنت كنوع من معطرات الفم أو تقوية
عضلات الفك، فهو يعمل على زيادة إفراز الغدد اللعابية وتطهير الفم من الميكروبات ويساعد
مضغه على تنظيف الفم والأسنان من بقايا وفضلات الطعام التي إذا تركت تصيب الأسنان
بالتسوس، والفم بالرائحة الكريهة.
أما بالنسبة له كمشروب، ففي الغالب قد سمعت جدتك ولو مرة وهي تخبرك عندما تسمع صوت
"كحتك" أنها ستغلي لك قليل من "لبان الدكر" ليشفي صدرك مما
فيه، فقد أثبتت الدارسات أنه يعالج بعض أمراض الصدر مثل السعال، والربو،
كما أنه مقوي للشعب الهوائية ومزيل للبلغم، فصار واحدًا من أعظم وصفات الطب الشعبي
على مر العصور.
تشير المصادر التاريخية إلى أن الملكة المصرية حتشبسوت (1500ق.م) كانت تجلب
اللبان المقدس من بلاد شمال شرق الصومال أو ظفار العمانية لتستخدمه في بعض الشعائر الدينية وقتها، وروي
أيضًا، أن قدماء المصريين استخدموه عامة كدهان خارجي كمسكن للصداع والروماتيزم
والأكزيما وتعفن الحروق ولآلام المفاصل ولإزالة تجاعيد الوجه، وربما استخدمته الملكة حتشبسوت للسبب الأخير.
كما
تشير المصادر التاريخية نفسها، إلى أن ازدياد الطلب على اللبان رجع إلى القرن
السادس قبل الميلاد لبلاد اليونان وبلاد الشام والعراق وفارس، لما كان
يمثله اللبان من أهمية للإمبراطوريتين الفارسية والرومانية في الطقوس الدينية
أيضًا.
All rights reserved. food today eg © 2022