قبل 20 عامًا من الآن، كانت أشهر خروجاتنا للطعام تنحصر بين الأكلات المصرية
الشهيرة كالمشويات الفطائر وما بين أكلات الـ Fast Food لأشهر الماركات الأمريكية، حتى بدأت الجاليات السورية في مصر تأخذ وضعها في 2011 مع فرار ملايين السوريين من بلادهم بعدما أغرقتهم حروب أهلية لا طاقة لهم بها.
وانتشرت أسماء مطاعم كـ "شاورما الريم" وأبو مازن السوري، و"بيت الحارة"، "ست الشام"، "الركن
الدمشقي"، وغيرها الكثير من المطاعم التي ملأت أحياء
القاهرة ومحافظات عدة، تخبرنا أن السوريين هنا وبقوة وأن الشاورما السوري بالتأكيد
تكسب.
أكلهم كسبان باللسان الحلو
السوريون في مصر مسجلين رسمياً كلاجئين لدى المفوضية السامية "نحو 130 ألفاً"،
إلا أن عددهم حسب أرقام الحكومة المصرية وصل إلى 500 ألف رسميًا.
لم يحبوا اللجوء لمصر دون عمل، فتوسعوا في إنشاء المطاعم في المناطق الشعبية
باعتبارها تجارة شبه مضمونة تستند إلى "السمعة" السورية المميزة لدى المصريين،
وخبرتهم في الطهي وما يحمله من حنين لتراثهم.
وحسب بعض التقارير الاقتصادية لعام 2019، فإن وجود السوريين في مصر أدخل الكثير
من الأموال والاستثمارات في مجالات مختلفة، وأسهم في تنشيط الاقتصاد وإحداث حالة من
التنافسية بين المنتجات، فوصل الحد الأدنى من مساهمة السوريين فى الاقتصاد المصرى منذ
مارس 2011، إلى 800 مليون دولار على شكل استثمارات بمعدل 30 ألف مستثمر مسجل لدى الدولة
وفقاً لتقرير صادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائى.. والسبب الرئيسي قبل أكلهم
الحلو، لسانهم الأحلى، فلا تذهب إلى مطعم من مطاعمهم إلا تقابلك ابتسامتهم وكلامهم
المرتب المعسول الذي يشجعك لأن تأكل عندهم أي شيء حتى لو واحدة كوبيبة على
الماشي..
هاتلي معاك شاورما سوري
تاكل ايه؟ هاتلي معاك شاورما سوري، هكذا تبدلت "الطلبات" لأغلبنا
عند التفكير في أكل الديلفري، بعدما صرنا نرى عشرات المطاعم التي تحمل اسم "
شاورما ابو مازن السوري - واحد من أقدم مطاعم
السوريين في مصر- ومطاعم كـ "بيت الحارة"،
و"ست الشام"، و"الركن الدمشقي"، وغيرها أكثر. وبالتجربة تأكدنا أن الشاورما السوري بالخيار المخلل.. ممكن تكسب شاروما
"نعمة" عادي..
البداية عن روستو وحي أكتوبر الوطن
كانت البداية في المنطقة التي أصبحت تُعرف باسم دمشق الصغيرة، وتقع في 6 أكتوبر،
وفيها نحو 200.000 لاجئ سوري. هنا، يقع المطعم الأكثر شهرة في المنطقة "روستو". مالك
هذا المطعم هو حسان مرديني رائد الأعمال البالغ من العمر 41 عاماً الذي أسّس سلسلة
من 5 مطاعم في دمشق حملت الاسم نفسه.
ولكن مع زيادة حدة القتال في بلاده، أجبر على
تصفية أعماله ليبدأ من جديد في مصر بما يملكه من مال. في بداية مشواره، فتح مرديني
مع 7 من أصدقائه المطعم، إلا أنه اليوم يدير 4 مطاعم فيها 120 عاملاً مصرياً وسورياً،
يعلمهم فن الطهي السوري.
المتجوّل في أحياء مدينة 6 أكتوبر، يلاحظ أن 90% من متاجر المركز التجاري
يستأجرها سوريون، من محالّ الفول والفلافل، إلى الأفران، ومتاجر الملابس وصناعة الحلويات.
أشهر الأكلات السورية في مصر
حسب بعض الطهاه السوريين فإن أكثر ما يجذب المصريين في الأكل السوري، هو
"الحمص بالسمنة والمسبحة والبابا غنوج والبطاطس، بالإضافة إلى الطعمية، التي يصنعونها
بالحمص وليس بالفول مثلنا، غير أن كلمة السر
في الأكل السوري هي التوابل، والتي يبيعها
العطّارون السوريون، ولتصبح الشاورما السورية والرز البسمتي والروستو والتومية الأكثر
محبة بلا منافس، ومن بعدها الحلويات طبعا.. اما المعجنات عامة فهي قصة اخرى، حيث يشتهروا
ايضا بها، إما عجائن البيتزا أو الكريب أو غيرها.
جبنة وزعتر سوري
بالتأكيد واحدة من أهم مشاريع الأكل السوري في مصر محلات الأجبان والألبان
والعطارة، التي لا تقل أهمية عن المطاعم ومحال الحلويات، حيث أصبح لديها سوق هامة خصوصًا
وهي تتميز بشكل ومذاق فريد فيما يتعلق بالأجبان، البلدية والمشللة والقريشة، وغيرها،
فضلًا عن الزيتون المخلل بالطريقة السورية، ناهيك عن صنعة العطارة التي تميزت في مصر
بأيدي السوريين، لما لهم فيها من باع طويل، فضلا عن الأصناف التي أدخلوها لمصر ولم
تكن معروفة مسبقا، كالزعتر والبرغل