تخيل أن تعرف أن كل طبق تأكله قد يكون هو الأكل الأخير بالنسبة إليك، إلا أنك قد تكون مضطرا لتناوله، وهو ما حدث لمارغوت وولك ومجموعة من الشابات الألمان أثناء حكم الزعيم النازي أودلف هتلر، كان هذا الأمر هو وظيفتهن اليومية والتي اقتصرت فقط على اختبار طعام هتلر،
للتأكد من أنه خالي من السُم.
خلال آخر عامين ونصف من الحرب العالمية الثانية، وظف هتلر مجموعة من النساء الشابات، لتذوق الطعام الخاص به، وأخذ عينات من كل الوجبات، تحسبًا لمحاولات تسميمه من قبل الحلفاء، وكان يُنظر إلى هذا الدور على
أنه نوع من التكريم.
"وولك" التي كانت وقتها في منتصف العشرينيات من عمرها، أمضت عامين
ونصف كواحدة من 15 شابة أخذن عينات من طعام هتلر للتأكد من أنه لم يُسمم قبل
تقديمه للزعيم النازي.
حتى هذه الوظيفة الخطرة لها مزاياها.. إذ تقول كانت ألمانيا وقتها تعاني من الجوع والفقر بسبب الحرب العالمية الثانية، الأمر الذي جعل مثل هذه الوظيفة الخطرة يتمناها كثيرين، وتتذكر وولك أن الطعام الذي كان يقدم لهم كان لذيذ رغم الخوف المستمر بأن تكون الوجبة الأخيرة لهم، إلا أن الجوع جعل الأمر يبدو مستساغا بعض الشيء.
وقررت "وولك" الهروب من هذا الرعب الذي تعيش فيه، وأتيحت لها الفرصة حين حدث تفجير عام 1994، ومع هجوم الجيش السوفيتي وسير الحرب بشكل سيئ على الجبهة الألمانية، إذ نصحها أحد أصدقائها من قوات الأمن الخاصة بمغادرة البيت، ولم ينجو غيرها من فريق تذوق الطعام، وعلمت لأحقَا أن الروس أطلقوا النار على جميع الفتيات الـ14 الأخريات، وكان ذلك بعد أن اجتاحت القوات السوفيتية المقر في يناير 1945.
All rights reserved. food today eg © 2022