رغم أن مصطلح الإدمان على الطعام لا يتعامل معه الكثيرون بجدية، ومعظمنا مر بتلك التجربة السيئة باختلاف درجاتها، ويتواصل البعض مع أطباء نفسيين بالفعل ليساعدوهم على التخلص منه، ولكن ما هو الإدمان على الطعام؟ هل هو إدمان على كل الأطعمة؟ وكيف ننجو منه لو تحقق فينا أحد أعراضه؟ وكيف تعامل معه العالم بجدية؟
سنخبركم فى Food Today ما لا تعرفونه عن إدمان الطعام، وقد تكتشف وأنت تقرأه أنك وقعت في فخه يومًا من الأيام.
إدمان الطعام كغيره من أنواع الإدمان الأخرى، وهو يعنى الشراهة المستمرة للأكل رغم عدم حاجة جسمنا الحقيقية للطعام، ولقى المصطلح دعمًا متزايدًا في السنوات الأخيرة بعدما صار له أثار سلبية ملحوظة، وفقًا لما أكده موقع WebMD الطبي، بعد إجراء العديد من التجارب العلمية والتي تم خلالها تصوير دماغ الشخص المصاب بإدمان الطعام وتحليل موجاته، ومن خلال إجراء دراسات عن آثار الإفراط في الأكل على مراكز المتعة في الدماغ، والتي اكتشفوا فيها أنها تطابق ما يحدث في حالات إدمان المواد المُخدرة.
واكتشف الدراسات أيضا أن نفس مراكز المكافأة والمتعة في الدماغ التي تنشطها العقاقير المسببة للإدمان مثل الكوكايين والهيروين، تنشط أيضًا عن طريق الطعام، وخاصة الأطعمة التي يتم تناولها بشكل كبير، ومن بين الأطعمة المسببة للإدمان: السكريات، والأملاح، والدهون.
نشر موقع Health line للطب والصحة، عددًا من الأعراض التي قد يكون لها علاقة باضطراب إدمان الطعام عند كل الفئات العمرية، منها:
1. الشعور بالانزعاج والذنب عند تناول الطعام.
2. تناول كل الطعام الموجود في الطبق.
3. تناول الطعام بصورة سريعة.
4. الشعور بالقلق أثناء تناول الطعام.
5. تناول الطعام بشراهة ونهم، خاصة بعد ممارسة حمية غذائية.
6. تناول الطعام لأجل التخفيف من القلق والتوتر.
7. الإصابة بزيادة الوزن والسمنة.
8. التفكير في الطعام الذي ستأكله في وقت لاحق، وأنت تأكل الآن.
9. لا يمكنك المرور بجانب طعام معين في أي مكان دون أن تشتريه، رغم أنك ذاهب لشراء شيء آخر.
10. أن تكون عاداتك الغذائية، أو مشترياتك المفضلة معروفة لدى البائعين في المكان الذي تشتري منه.
11. أن تأكل من الحلوى أو الخبز الذي اشتريته فور وصولك إلى البيت، دون انتظار تحضير المائدة.
12. أن تأكل الطعام الذي تشتهيه فور شرائه، سواء كنت في السوبر ماركت، أو السيارة، أو على الطريق.
13. أن تعود إلى المطبخ مرة بعد الأخرى لأكل بعض الطعام المتبقي، إلى أن ينتهي ما تبقّى بكامله.
14. أن يزيد حجم ما تأكله باستمرار، أو يتكرر بند معين من الطعام على مائدتك رغم التحذير من تأثيره على زيادة الوزن أو على صحتك.
حسب ما نُشر في موقع Eating Disorder Hope لعلاج اضطرابات الطعام، يُصاب الرجل أو المرأة على حد سواء بالإدمان على الطعام نتيجة أسباب بيولوجية أو نفسية أو اجتماعية، وتكون بيولوجية مثل الاختلالات الهرمونية، أو كآثار جانبية لاستخدام بعض الأدوية، أو وجود أفراد من العائلة يعانون من مشاكل الإدمان.
أما عن العوامل النفسية للإصابة بهذا الإدمان، فقد تشمل التعرُّض لأزمة عاطفية، أو كونك ضحية أو ناجيًا من حدث صادم، أو يأتي من عدم القدرة على التكيف النفسي الصحي مع بعض المواقف السلبية، أو السبب الأكثر انتشارًا، الشعور بالحزن أو الخسارة، حيث تدفع كل تلك العوامل النفسية إلى استخدام الطعام كآلية للتكيُّف وتخفيف المشاعر المؤلمة.
هل تذكرون فيلم اكس لارج لأحمد حلمي؟ تذكرون حين أصر "مجدي" بطل الفيلم أن يحبس نفسه فى منزل أحد أصدقائه وساعدته هذه الطريقة على خسارة عشرات الكيلوات من وزنه؟، حتى وصل للجملة الأشهر في الفيلم، "أنا مش جعان".
وتأكد مجدي بتلك الجملة أنه سلك طريق العلاج الصحيح، وعلى هذا المنوال توصل العالم أيضًا من قبل الفيلم، لطرق علاج إدمان الطعام، تمامًا كما يحدث في مصحات علاج الإدمان على كل أنواع المخدرات.
ومنذ حوالي عشرين سنة تقريبًا، انتشرت في مصر تلك المصحات الخاصة، التي تسعي لفقدان الوزن والتحكم في شهوة الجوع المفرط، وبسؤالنا الدكتور إسلام عبدالهادي استشاري الطب النفسي، والذي يعمل أيضا لدى بعض تلك المصحات، قال: "علاج إدمان الأكل يحتاج إلى العلاج النفسي والسلوكي أولًا لأجل تغيير الميكانيزمة النفسية غير الصحيحة بطرق أخرى أصح تجلب السعادة وإرضاء النفس وفي الواقع علاج الشراهة في الأكل تحتاج إلي رغبة من الشخص نفسه أولًا".
وعن طرق العلاج، أضاف استشاري الطب النفسي: "يتم عمل نظام غذائي وعلاج نفسي وسلوكي لمدمني الطعام بالمصحة، فأغلبهم يعانون من ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ومن السكر ومرض ضغط الدم، والتهاب المفاصل وهشاشة العظام، بالإضافة لمشاكل اضطراب النوم ويكونون أكثر عرضه للإصابة بالسكتة الدماغية، فيما تلاحقهم أمراض آخرى كالإكتئاب وفقدان الأمل في التعافي والتفكير في الانتحار والبعد عن التجمعات في العمل أو المدرسة أو الأسرة، وتشمل برامج العلاج كذلك ممارسة التمارين الرياضية وعمل رجيم صحي منضبط".
لجوء الشخص مدمن الطعام إلى المصحات النفسية المتخصصة –لو كان ذلك متاحًا- مهم جدًا لتجنب حدوث انتكاسة في حالة العلاج خارج المراكز والمصحات المختصة، لأن الشخص خارجها يكون بالقرب من إغراءات الطعام أثناء فترة العلاج وتتملكه رغبة جامحة لتناول الطعام فهو لا يستطيع منع نفسه عنه مهما قاوم، بالإضافة أنه داخل تلك الأماكن سيكون بعيدًا عن ضغوط العمل والأسرة".
المصريون يعانون من السمنة
كشفت دراسة طبية، أجراها باحثون متخصصون في مجلة "نيو إنجلاند الطبية" منذ عامين، خلال منتدى "إستوكهولم" للأغذية، أن أكثر من 19 مليون مصري يعانون من السمنة المفرطة، والبدانة تشكل تهديدًا كبيرًا على صحة المصريين، وتؤدي للإصابة بأمراض مثل السكري والقلب وحالات متنوعة من مرض السرطان.
وكشفت الخريطة العالمية للسمنة، أن 39% من السيدات المصريات، يعانون من السمنة بنحو 10 ملايين امرأة، وهي تمثل نسبة 2.7 % من معدلات السمنة العالمية، وهو ما جعل مصر تحتل المركز الثاني عالميًا في معدل سمنة النساء.
All rights reserved. food today eg © 2022