Food Today
عارف فيلم Julie
and Julia؟.. مين جوليا دي
بقى؟!
اعرف مين جوليا تشايلد
اللي بيدخلوا مطبخها بتذاكر!
إيه سر شعبية فيلم Julie and Julia؟
بالطبع يعد الفيلم مهرجانا لعشاق
الطعام بألوان الوصفات المختلفة وتدفق الصلصات اللذيذة على الأطباق في أغلب
كادراته حتى أن المشاهد يكاد تصله الرائحة ويتوق لتذوق الأطباق البطلتين، ولكن
هناك سبب آخر رئيسي لنجاح الفيلم، عادة ما تحمل أفلام قصص الكفاح والصعود للقمة من
الصفر توليفة نجاح مضمونة في سوق السينما، والأمثلة كثيرة تمتد من سلسلة Rocky أوٍ Scarface لباتشينو
مرورًا بسنبل ورحلته للمليون حتى وصولًا إلى بوحة، وحبذا لو كانت تلك الأعمال
تتناول قصصًا حقيقية وقعت بالفعل مثل Ghandi والنمر الأسود، إلا أن المؤلفة والمخرجة الراحلة نورا
إفرون تمكنت في آخر أعمالها Julie and Julia من أن تضاعف فرص
نجاح الفيلم، وهذا من خلال تناول قصتين حقيقيتين تمكنت بطلة كل منهما أن تصل
للنجاح من الصفر، وكان للقدر أن يربط هاتين القصتين ببعضهما، فقد استطاعت الطاهية
ومدونة الطعام جولي باول أن تتغلب على اكتئابها النفسي حين وجدت الإلهام في
المسيرة للعريضة للطاهية الأمريكية جوليا تشايلد، وهي الرحلة التي سردت أحداثها في
كتابها الذي يحمل نفس اسم الفيلم، بينما استند الفيلم أيضًا إلى كتاب تشايلد My Life in France، والذي قصت
فيها بخفة روحها المعهودة أحداث الفترة التي قضتها في فرنسا فوقعت في غرام فن
الطهي، وبهذه العناصر مجتمعة في فيلم ذو طاقة مبهجة وصورة زاهية تتزين بألوان
وأشكال أصناف الطعام المختلفة تمكن الفيلم من حصد العديد من النجاحات لعل أبرزها
الإشادات العالمية التي نالتها النجمة المخضرمة ميريل ستريب عن تجسيدها المتمكن
لدور تشايلد، والتي رشحت عنه لجائزة الأوسكار.
مين جوليا تشايلد بطلة الحرب العالمية الثانية اللي اختارت
يبقى مكانها المطبخ؟!
تمتلك تشايلد واحدة من أغرب وأعجب بدايات المهن؛ فبداية تشايلد في
مسيرة الطهي جاءت إبان عملها كجاسوسة أمريكية في الحرب العالمية الثانية، تبدأ
القصة حين فشلت تشايلد في الانضمام لسلاحي الجيش أو البحرية وقت الحرب بسبب طول
قامتها؛ فسعت ونجحت في الانضمام إلى مكتب المخابرات، وأثناء فترة الحرب تمكنت تشايلد من ابتكار وصفة لكعكات تحمل رائحة
سمك القرش الميت يستطيع الجنود استخدامها كطارد للقروش في المحيط، فكانت أول وصفات
تشايلد هي مضاد أسماك القرش التي اعتمد عليها جنود البحرية في الحرب، ولايزال
يستخدمه جنود البحرية الأمريكية إلى يومنا هذا، وقد حصلت تشايلد بعد الحرب على
وسام شرفي تقديرًا لمجهوداتها وروحها الوطنية.
وبعد انتهاء الحرب، انتقلت تشايلد إلى فرنسا حيث وقعت في
غرام المطبخ الفرنسي منذ أن تناولت أولى وجباتها هناك في مطعم لا كورون التاريخي
في مدينة روان، والتي تكونت من المحار وفيليه الموسى المزبد مع كأس من النبيذ
الأحمر الفاخر، فاشتعلت حينها شرارة العشق بين تشايلد وفن الطهي الفرنسي؛ وسرعانًا
ما درست وتخرجت من مدرسة لو كوردون بلو الشهيرة ثم تتلمذت على أيدي عدة من الطهاة
المرموقين أمثال ماكس بونارد، وانضمت لنادي دائرة الذواقة حيث التقت صديقتها سيمون
بيك التي اقترحت عليها ترجمة إحدى كتبها الفرنسية للطهي إلى الإنجليزية ثقة في روح
تشايلد وأسلوبها المبهج الحيوي أن يولد الاهتمام في كتب الطهي الفرنسية للجمهور
الأمريكي، وقد كان ومن بعدها وبمعاونة زوجها الوفي بيتر كوشينج انطلقت تشايلد في وضع بصماتها في ترجمة كتب الطهي الفرنسية بأسلوبها المتميز، وبعدها ألفت كتابها
الشهير Mastering the Art of French Cooking.
ومن ثم بجانب أعمالها الكتابية انطلقت تشايلد إلى عالم
الأضواء من خلال شاشات التليفزيون حيث كانت من أولى النساء التي قدمت البرامج على
شاشة التليفزيون الأمريكي، كما كان برنامجها The French Chef أولى برامج
التليفزيون التي استعملت تقنية الترجمة للصم والبكم، وامتلكت تشايلد قلوب الجماهير
عبر مسيرة طويلة من خلال برامجها المختلفة لخفة ظلها وعفويتها المعهودة التي
ميزتها عن سائر الطهاة وبرامجهم، كما تظل وصفاتها المتميزة كوصفتها المعهودة للـ Beef Bourguignon محل الذكر
والتناول بين سائر عاشقي الطعام في العالم.
طب يعني
إيه أدفع تذكرة عشان أشوف مطبخها؟!
بعد مسيرة طويلة أوفتها تشايلد لعشقها للطهي ولجمهورها
الذي وصل لأجيال عشقت طاقتها ولطافتها وأكيد وصفاتها، اعتزلت تشايلد حياة الأضواء
خاتمة مسيرتها بتكريمات عديدة تضم جوائز للتليفزيون والصحافة وأربعة شهادات
دكتوراه فخرية من جامعات عالمية بالإضافة إلى وسام الشرف الأمريكي وتقليد الفروسية
في فرنسا، وكرست مجهوداتها لإنشاء مؤسستها الخاصة The Julia Child
Foundation، وهي مؤسسة خيرية تهدف لدعم وتشجيع مشاريع الطعام وفنون الطهي،
وتقدم دورات تعليمية للطهاة الشباب الذين يحملوا نفس أحلام تشايلد وشغفها
وأهدافها، وقبل وفاتها قامت بالتبرع بمطبخها الذي صورت فيه برامجها والذي يحمل
أدواتها الشخصية للطهي للمتحف القومي للتاريخ الأمريكي، وإلى يومنا هذا يقف مطبخ
تشايلد خالدًا حتى بعد وفاتها عن عمر ناهز الواحد والتسعين سنة في عام 2004،
ومازال محبيها وعشاق وصفاتها من جميع الأجيال يتهافتون على زيارة قصر
معشوقتهم ملكة المطبخ الفرنسي جوليا تشايلد.