قد ينتابك شعور بـ«الدهشة» إذا قرأت
العنوان السباق، وسرعان ما يدور في فكرك سؤالًا يحمل بين طياته حالة من الاستغراب،
هل هذا صحيح، وأن طبق مكرونة «اسباجتي» ضمن أسباب الموافقة على شق قناة السويس
ومنح امتيازاتها؟، والإجابة على هذا التساؤل مفاجأة نسرد حكايتها وأسرار ما حدث
بين الخديوي سعيد باشا نجل محمد علي باشا والسياسي الفرنسي فرديناند دي لسبس
الشهير بـ«ديليسبس».
عُرف الخديوي سعيد باشا بحبه الشديد
لـ«الأكل»، وكان يعاني من البدانة والسمنة، وحاول والده محمد علي باشا إصدار
العديد من أوامره لطاقم الطباخين بمنع بعد المأكولات عن نجله خوفًا على حياته، إلا
أنه في ذلك الوقت كان هناك اختراع جديد في أطباق الأكل التي حملها الفرنسيين إلى
مصر، وهو طبق المكرونة الإسباجتي، وتناولها الخديوي سعيد باشا أكثر من مرة وعشقها.
وبعدها تحدث معه
في ضرورة التفكير لتنفيذ مشروع حفر قناة السويس مرة أخرى، بعد أن رفضها والده محمد
علي بسبب خوفه الشديد من الصراع الدائر بين القوى الكبرى في العالم، والتي قال
جملته الشهيرة: «لا أريد بسفورا في مصر» وذلك في إشارة إلى مضيق البسفور التركي، وعلى
الفور وافق الخديوي سعيد على الاتفاقية، وأراد أن يعبر عن امتنانه الشديد لمن قدم
له طبق المكرونة المفضل له.
هناك رواية تقول أن ماركو بولو قام برحلة استكشافية رجع منها بالعديد من الاكتشافات أبرزها المكرونة والتي ظهرت في إيطاليا، ولكن مع ذلك عندما ننظر في الحفريات الأثرية والبقايا التي عثر عليها نجد
أن المكرونة تحضر وتؤكل من قبل الإغريق والرومان والصينيين والعرب، ومن خلال
دراسة التاريخ نجد أن الصينيين قد شرعوا قبل الميلاد بطبخ المكرونة على شكل حبات
الأرز، والنقوش التي يعود تاريخها إلى الاكتشافات قبل القرن الخامس من الميلاد
بسوريا تثبت أن العرب أيضا بدأوا الإنتاج واستهلاك المكرونة على شكل حبات الأرز.
مكرونة أسباجتي
All rights reserved. food today eg © 2022