لا يمكن لأحد أن ينكر أهمية الثوم في العديد من الأطعمة، يعطي نكهةً ومذاقًا، قد يكره الكثير وجوده، لكن الأكيد أنه ضروري لتحلو به بعض الطبخات مثل الملوخية وتسبيكة الصلصة، ولأننا كمصريين أقدم الشعوب التي عرفت العديد من الخضروات والنباتات واستخداماتها، فكان للثوم مكانة كبيرة لدى المصريين.
هذه المكانة أكد عليها كتاب «حضارة الطعام في بلاد الرافدين» للكاتبة نادية الغزي، والذي نشر في عام 2001، وقدم ميثولوجيا كاملة عن الأطعمة في عدد من الدول العربية خاصة دول بلاد الرافدين ومصر.
علاقة الثوم بالمصريين
ذكر الكتاب أن الثوم المسمى «حت توم» قدمه الفراعنة قرابين للآلهة، وأثناء بناء الهرم الأكبر كان البناؤون يتناولون الثوم والبصل، وقد ذكر هيرودوت أن المصريين تناولوا 1600 تالان وهو مقياس وزن قديم وأن هذا هو سر قوة المصريين آنذاك، بالإضافة إلى أنه كان يقي من الطاعون ويستعمل للوقاية من هذا الوباء وصفة الخل المعقم بالثوم.
الثوم في الحضارات العربية
يسمى الثوم فوم في اللغة العربية وشومو في الحضارة البابلية، وفي كتاب بعنوان "أسرار العافية" للصيدلاني مسلم غازي نُشر عام 1401 كتب عن فوائد الثوم أن به مادة تسمى الأليسين تنطلق عند تسخينه عند درجة حرارة 37 هذه الدرجة مطابقة تماما لدرجة حرارة الجسم البشري وقتها تتحقق الاستفادة القصوى منه.
رائحة الثوم
أما إن كنت من هؤلاء الذين لا يطيقون رائحة الثوم ولا يحبون وجوده في الأطعمة فقد وردنا من أخبار السابقين والأولين في كره رائحة الثوم فذكر الأسدي في موسوعة حلب شعرا شعبيا لشاعر لا يحب رائحة الثوم وجرب أن يسقيه بدلا من الماء ماء الورد وعطر الفل لكنه بقى ثوم كما هو وبقيت رائحته المميزة وقال هذا الشاعر: «زرعت رأس الثوم.. وفي بستاني جكيتو.. ومن مية الورد وعطر الفل سقيتو
وغبت عنه سنة.. ورجعت وشميتو.. الثوم بقى ثوم.. وراح كل اللي بنيتو وشككته»