"يا حتة مارون جلاسيه و الحشو شوكولاتة" لا يوجد وصف أحلى ولا أِشهر لوصف حلوى المارون جلاسية أفضل مما وصفه الفنان فؤاد المهندس في أغنيته الشهيرة تلك، ولكن هل سألت نفسك لماذا تعد حلوى المارون جلاسية واحدة من أغلى الحلويات الموجودة حول العالم، تعالوا لنعرف سبب سعرها المرتفع وندرة الحصول على قطعة من حلوى المارون جلاسية.
المارون جلاسية حلوى إيطالية وفرنسية
ربما صادفت حلوى المارون جلاسية ووجدت أن سعره يتعدى الـ 2000 جنيه مصري، ولا تعرف سبب لسعرها الغالي، و حلوى المارون جلاسية هي في الحقيقة مصنوعة من مكسرات الكستناء أو ما نعرفه نحن باسم أبو فروة وهي نوع من المكسرات الشتوية، وصنعت حلوى المارون جلاسية الشبيهة في شكلها وقوامها بزلابية لأول مرة في شمال إيطاليا وجنوب فرنسا وهي من المناطق المشهور فيها زراعة أبو فروة أو المارون باللغة الفرنسية.
تاريخ صنع حلوى المارون جلاسية
ويعود السبب الأول في ظهور حلوى المارون جلاسية أي أبو فروة بالسكر، إلى عصر الحروب الصليبية، فقد عادت الجيوش الفرنسية ضمن الحملات الصليبية، محملة بالبضائع من الأطعمة والفاكهة والمكسرات من ضمنها أبو فروة والسكر الذي لم يكن شائع وقتها في بعض الدول الأوروبية، وقرر الطهاة الفرنسيين صنع حلوى جديدة مميزة عن طريق أبو فروة مضاف إليه السكر والكريمة والشوكولاتة وتم تقديمها لأول مرة في قصر فرساي بفرنسا للملك لويس الرابع عشر الفرنسي المحب للحلويات، وأعطى الطهاة أسم المارون جلاسية للحلويات جديدة، وأصبحت واحدة من أشهر الحلويات الملكية الموجودة في فرنسا وإيطاليا وقتها.
انقذت فرنسا من الإفلاس
وفي نهاية القرن التاسع عشر، واجهت مدينة ليون في فرنسا أزمة في صناعة النسيج، بالتحديد صناعة الحرير، وفكر وقتها الاقتصاديين في طريقة أخرى بديلة لإنعاش الاقتصاد الفرنسي، وكانت الفكرة في تحويل مصانع الحرير لمصانع لصنع حلوى المارون جلاسية الجديدة لإنعاش الاقتصاد وفي عام 1882 بنى أول مصنع لحلويات المارون جلاسيه و والتي وفر فرصة عمل لكثير من الفرنسيين وقتها وكانت سبب في حل الأزمة الاقتصادية.
سبب غلاء سعر المارون جلاسية
واحدة من أسباب غلو سعر حلوى المارون جلاسية هي طريقة صنعها التي تستغرق الكثير من الوقت والمراحل حتى يتحول أبو فروة الجاف إلى حلوى هشة محشوة بالشوكولاتة وغرقانة في السكر والعسل، قد تستغرق مراحل صنعها ما بين 4 إلى أسبوع كامل، حيث يتم تقشير أبو فروة أولًا وهو أمر صعب للغاية ومهمة شاقة يعرفها كل محبي تناول أبو فروة، ثم نقع الحبات في الماء الساخن لمدة ثلاث إلى أربع أيام.
وبعد ذلك وضعها في ماء بارد لمدة مماثلة، ثم يقوم صانعي الحلويات لموازنة حجم الحبة لمعرفة كمية السكر الموضوع فوقه، وكما ترى أن هذه المراحل شاقة وصعبة تستغرق الوقت والجهد تستحق سعرها المرتفع، إلى جانب أن الكستناء نفسة أو أبو فروة ليست من المكسرات الشائعة في كثير من الدول يجعله هو نفسه من الأنواع مرتفعه السعر.