إذا كنا انتصرنا في
حرب أكتوبر المجيدة على الجيش الإسرائيلي، بأسلحة لم تخطر على بال أحد، أهمها تحطيم سد برليف المنيع، بأدوات مختلفة
قد لا يتخليها أحد أيضًا، إلا أن الشيف المصري مصطفى الرفاعي قرر استمر مسيرة الإنجازات والبطولات على على الكيان الإسرئيلي ولكن من نوع خاصة، وذلك خلال مسابقة عالمية في الفلافل «الطعمية».
الشيف مصطفى الرفاعي، كانت أدواته الخارقة عبارة عن عجينة
الطعمية المصرية الأصيلة، باذنجان، طماطم، بابا غنوج، وجهز أداوته بعناية وانطلق مع مطعم «زوبا» من القاهرة إلى عاصمة الضباب «لندن» للمنافسة مع المطاعم السورية واللبنانية والإسرائيلية فى بطولة
العالم «للفلافل»، ليشتبك فى معركة طويلة سُميت بـ«حرب الطعمية» خرج منها حاصلا على المركز
الأول وقتها، وتخطى كل الفرق بما فيهم
اسرائيل، فهزناهم في 1973 بخرطوم مياه عند خط برليف، وبقرص طعمية في 2016.
وعن هذا الانتصار،
كتبت صفحيفة «الجارديان» -وقتها- المصريون حسموا الجدل حول
الفلافل، ولكن ماذا تعرف الآن عن الشيف مصطفى الرفاعي، هذا ما سنعرفه في Food Today.
سر الفلافل المصرية
شهرته بين المصرين "بطل العالم في الطعمية"، قال مصطفى في إحدى
الحوارات السابقة عن فوزه الشهير ببطولة العالم في الفلافل: «مع الأسف رغم الانتشار
الكبير للفلافل فى العواصم العالمية، إلا أنها تنتشر بالنكهة السورية واللبنانية،
ولهذا كان التحدى بالنسبة لى مختلفا، وأن يحجز المطعم المصرى المركز الأول في المسابقة ويهزم جميع المطاعم وعلى رأسها المطعم الإسرائيلى، فهذا نجاح من نوع
خاص»، ولكن الطعمية نقطة في بحر الشيف مصطفى الرفاعي.
كيف بدأت رحلته مع الطهي؟
لم تكون مسابقة
الفلافل المغامرة الأهم في حياة شيف مطعم «زوبا» الشهير، حيث تعددت المغامرات، فالرجل – الذي ولد في
طنطا- بدأ حياته في مجال الطبخ بغسيل
الصحون فى الولايات المتحدة الأمريكية في نهاية التسعينات ليتمكن من دراسة فن
الطهى الذي أحبه منذ طفولته، وبالفعل حصل على بكالوريوس في الضيافة وفن الطهي من
جامعة هنرى فورد فولاية ميتشجن في أمريكا، قبل أن يصبح مدرسًا بالجامعة، ثم ترك كل
هذا ليشارك في حلم صناعة مطعم «زوبا» مع المصري الأمريكي "كريستوفر
خليفة".
لماذا اتهمته زوجته
بالجنون؟
الفلافل واحد من أشهر
الاصناف التي يقدمها مصطفى في مطعمه «زوبا»، وهو الصنف الذي اتهمته زوجته بسببه بالجنون، حيث قالت له ذلك حين
قرر أن يترك كل شيء ليفتتح مطعمًا يبيع الطعمية بـ5 جنيهات، واستنكرت من سيشتري هذا، ولكنه اقتنع بفكرة كريستوفر شريكه، وأهمية إحياء المطعم المصري بقوة، وبخامات
جيدة، فتحول من «زوبا» من مجرد مطعم إلى عشرات الفروع.
محطات في حياة الشيف مصطفى الرفاعي
على مدار السنين، عمل
شيف مصطفى الرفاعي تحت قيادة رواد المطبخ الإيطالي الذين أثروا فلسفته الطهوية،
وساهموا في زيادة مداركه وتوسيع قاعدة معلوماته.
حتى أصبح الشيف
التنفيذي لمطاعم «زوبا هوم جرون»، وأحد مؤسسيها، وقبل التحاقه بزوبا، كان يشغل
منصب الشيف التنفيذي لنادي ترون جولف / أليجريا بمصر، غير أنه في بداية حياته
المهنية عمل مع «كارييرا» المتخصص في المأكولات الإيطالية، وواصل حياته المهنية
بالإلتحاق بمطاعم وفنادق مميزة، مثل حياة ريجينسي ديربورن بالولايات المتحدة،
وفيرمونت هليوبوليس بالقاهرة.
سفير مصر لرابطة "شيفات
بلا حدود"
صار بعد كل هذا المشوار
عضو مجلس إدارة جمعية الشيفات المصريين وأمين الصندوق، و شيف تنفيذي معتمد من
الاتحاد الأمريكي لفنون الطهي، واختارته مؤخرًا جمعية الشيفات المصريين ليكون
السفير المصري لرابطة "شيفات بلا حدود"، والقسم المهتم بالمساعي الإنسانية التابع
للمنظمة العالمية لجمعيات الشيفات (واكس).
أفضل 50 مطعمًا في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
بالتأكيد لم يكن يتخيل
مصطفى أن مطعمه «زوبا» سينضم
لتلك القائمة الأشهر، ليسلط الضوء على العلامة التجارية المحلية التي تحولت من
مطعم واحد في الزمالك قبل عشر سنوات إلى مجموعة مكونة من ثمانية مطاعم في مصر وأيضا
خارجها في نيويورك والرياض، ووبعدها تم الإعلان عن فوز مطعم «زوبا» بالمركز الـ 38 في
القائمة أمام جمهور عالمي من الشيفات وخبراء الطهي ونقاد الطعام ورجال الأعمال
المتخصصين في مجال المطاعم.