الإصرار فقط هو الوسيلة التي تصل بها إلى هدفك والبحث عن فرصة دليل على أنك
تمشي أول خطوة لطريق النجاح، أما هؤلاء الذين ينتظرون أن تأتي لهم الفرص تحت
قدميهم لن يشعروا بلحظة الوصول بعد تعب وشقاء.. "روني" بنوتة إسكندرانية
معروفة على السوشيال ميديا بدراجتها البينك التي تحمل عليها صندوق خشبي مكتوب عليه
"رز بلبن لكل معلقة حكاية"، فتاة لا يتعدى عمرها الـ27 عاملا ولكنها
تتمتع بذكاء وإصرار وطموح جعل منها نموذج يستحق الإشادة به في شهر المرأة العالمي،
روني تحدثت لـFood Today عن مشروعها
الصغير ونجاحها الكبير وكيف كان أهلها الداعم الأول لها.
كانت بتحلم تبقى مضيفة طيران ومعرفتش!
روني خريجة سياحة وفنادق وكأي خريج من هذه الكلية كانت تحلم أن تحصل على
فرصة في أن تعمل بشهادتها وحلمت أن تصبح مضيفة طيران ولكن لم يحالفها الحظ، ولم
تشعر روني باليأس ولكنها قررت أن تسافر إلى دهب حيث يعمل شقيقها الأكبر هناك وحلمت
أن يكون لديها مشروعها الخاص على عجلتها البينك.
وتقول روني إن والدتها علمتها
طريقة عمل الأرز بلبن وقررت أن تقدم هذه الحلوى الشهيرة للسياح والأجانب في دهب
وأحبوها جدا منها، وبعدها قدمت مع الأرز بلبن فريسكا أشهر حلوى في إسكندرية، وتقف
روني يوميا أما كافيه إيفري داي وأيضا تقوم بإيصال الطلبات دليفيري .
نجاح غير متوقع
وتتابع الفتاة حديثها "لم أتوقع نجاح المشروع مما دفعنى للتطوير ومزيد من العمل
وأحسست بالتغيير في حياتى فكنت لا أتحمل
أى مسئولية ولا بدخل المطبخ ومعنديش أي هدف، لكن الآن ربنا كرمني بمشروعي وبصرف
على نفسي مش محتاجة أقول لأهلى إني محتاجة فلوس، أصبحت مبسوطة لأني معتمدة على
نفسى»، مضيفة: «كل من رأنى في دهب وتعامل معي وتذوق طعم وصفتى شجعنى ودفعني لأستمر
بمشروعي، ولم أنس والدى عندما نزلت الإجازة اشترى لى عجلة جديدة بالكهرباء ليخفف
عليا تعب ومشقة توصيل الطلبات».
الرز بلبن الأكلة
الأسهل والأقرب لقلوبنا
"مافيش حد مش
بيحب الرز بلبن"، هذا ما قالته رانيا حين سألتها عن سبب تفكيرها في بيع الأرز
بلبن بعد الكنافة بالمانجو، وأن بخلاف عشق كل الناس له خصوصا سائحي دهب، فهو
الأسهل في تحضيره حسب ما قالته، رانيا تقدم الرز بلبن إما سادة، أو بالمكسرات، أو
بصوص الكراميل أو الشوكولاتة أو بالفراولة، ومع الأرز بلبن فلم تستغن عن بيع
الفرسكا أشهر حلويات بلدها الإسكندرية.
10 ساعات شغل محبة وسعادة
تحكي رانيا: "أول
مرة ألف بالعجلة أحمل الأرز باللبن كان 28 مايو العام الماضي" لم تقلق
والدتها لوجودها في دهب، لأنها كانت تطمئن لفكرة أنها تعيش مع أخيها.
تبدأ رانيا عملها من
الساعة 12 ظهرًا حتى العاشرة مساءً في الأيام العادية وتقول في ذلك:"بحب شغلي
جدًا وعشان كده بشتغل كتير". لم تمل رانيا وجودها في الشارع وهي تجوب كل مكان
في دهب ليتذوق المارين حلوياتها وكذلك السائحين الذي تعلمت بعض اللغات من أجل
تعرفيهم بالأرز بلبن الذي تصنعه، والفريسكا اللذيذة التي تبيعها.
أبويا سندي وأمي نور
عيني
تتحدث روني عن علاقتها
بأسرتها الداعمين لها دائما حتى أنهم يسافرون لها دهب في الإجازات لتشجيعها، وتقول
أن والدها يراها بـ100 راجل، ودائما يصفها بالفتاة التي يعتمد عليها أما والدتها
فدائما تشجعها وتسمعها كلمات لتجعلها تكمل طريقها وتقول روني أن عائلتها أغلى ما
لديها، وقررت أن توجه لهم كل الشكر والتقدير وأن تقول أن لولاهم لما كانت نجحت
روني في مشروعها الصغير.
نصيحة لكل بنت وشاب!
أرادت رانيا أن تقدم
نصيحة لكل بنت وشاب خريجين جامعات وينتظرون الفرصة أن تأتي لهم وتقول "مش دايما
الدنيا بتكون على مزاجك ومش صح انك تستنى اللي بتحلم بيه ، دور وشوف فرص كتير
حواليك هتلاقي رزقك، الدنيا مليانة خير بس عايزة اللي يعافر معاها".