كم عدد علب الطعام الموجودة في ثلاجتك؟ ربما تقول الصلصة والفول والتونة وعدد من المعلبات الأخرى، نحن نعتمد على المعلبات في كثير من الأكلات، وهل فكرت يومًا من هو مُخترع فكرة حفظ الأطعمة داخل العلب، وهو ما سنعرفه خلال السطور التالية، وخاصة حكاية انتشار علب الأكل.
وتوجد أدلة على أن الناس في الشرق الأوسط جففوا طعامًا قبل 12000 قبل الميلاد، وفقًا للمركز الوطني لحفظ الأطعمة المنزلية، والرومان أيضا جففوا الفاكهة، وفي المناطق الأكثر برودة من الأمريكتين، احتفظ الناس بالطعام في صناديق ثلج، تم نحتها فعليًا في الجليد.
عرض نابليون وقتها 12000 فرنك فرنسي على أي شخص يمكنه ابتكار طريقة جديدة للحفاظ على الطعام من أجل النقل، وبدأ صانع الحلويات والطاهي في باريس اسمه نيكولاس أبيرت في إجراء التجارب في عام 1795، مستوحاة من النبيذ في زجاجات من الفلين، وضع أبيرت الطعام داخل أوعية زجاجية معززة بالأسلاك ثم غلفها بالفلين وختم الجرة بالشمع، وتم لفها بالقماش وغليها حتى اعتبر أبيرت أن الطعام مطبوخ بدرجة كافية، ونجحت طريقة أبيرت مع الفواكه والخضروات والشوربات والمربى ومنتجات الألبان والعصائر.
بعد خبرته لمدة 15 عامًا، قدم نيكولاس أبيرت أخيرًا اختراعه رسميًا إلى الحكومة الفرنسية في عام 1810، والتي وافقت على منحه مبلغ 12000 فرنكًا، وفي وقت لاحق من ذلك العام، نشر أبيرت طريقته السرية للحفاظ على المواد الحيوانية والنباتية في كتاب، وهو أول كتاب طبخ من نوعه حول حفظ الطعام الحديث في عالم فن الطهي، يُعرف باسم "أبو التعليب".
حصل أبيرت على براءة اختراع لاختراعه واستخدم الأموال من جائزته لبناء أول مصنع تجاري لحفظ الطعام في منزله بباريس، ظلت تعمل لأكثر من 100 عام، من 1812 إلى 1933.
وبدأ الطعام المعلب بالظهور في مطابخ المنزل في أوائل القرن العشرين، عندما أطلق رجل يدعى هنري هاينز مجموعة متنوعة من المنتجات الأكثر جاذبية إلى جانب حملة تسويقية لبيع العلب كطريقة سريعة وملائمة للحصول على الطعام على مائدة العشاء.
وفي فرنسا، يُنظر إلى نيكولاس أبيرت على أنه بطل، وهناك 72 شارع باسمه ومدرسة ثانوية تحمل اسمه؛ وأصدرت الحكومة طابعًا تذكاريًا بصورته واسمه في عام 1955؛ وفي عام 2010، تم إطلاق احتفال بالذكرى المئوية الثانية لاختراعه، وتم تخصيص العام بأكمله له.
علب حفظ الطعام
All rights reserved. food today eg © 2022