مع الاحتفال باليوم العالمي للبطاطا، تعتبر تلك الثمرة من الأغذية المفيدة للصحة العامة ولسلامة الجسم، حيث تحتوي على العديد من العناصر الغذائية الهامة التي لا غنى عنها، ومنها الفيتامينات والمعادن الضرورية، إضافة إلى البوتاسيوم الموجود فيها، كما تساعد على تحسين صحة القلب والشرايين، فضلا على الحفاظ على مستوى ضغط الدم في معدلاته الآمنة.
والبطاطا أكلة شعبية في ثقافتنا، وطالما اشتهينا الوقوف في منتصف الشارع لتناول قطعة مشوية وساخنة منها، حين يذيب دخان عربتها والفرن الصاج قلوبنا ويفتح شهيتنا.
ولكن للبطاطا تاريخ أكبر وأوسع بكثير من مجرد إنها إحدى أكلات الشارع، وبالرغم من حبنا الكبير لها إلا أنه لا يقارن بما قد نرى له من مثيل في ثقافات طعام ومطابخ أخرى؛ فتعرف معنا على الحكاية.
أول زراعة للبطاطا
أثبتت الدراسات عودة أصل البطاطا للحضارة البولينيزية، ومن ثم وجدت بقايا البطاطا في الأثار البيروفية في أمريكا الجنوبية، وهي التي يرجع تاريخها لعام 8,000 قبل الميلاد، ثم انتشرت البطاطا في أمريكا الوسطى منذ أكثر من 5,000 عام ، ولكن طيلة كل هذه السنوات لم تحظ البطاطا بالشعبية التي راودتها في العصور الحديثة، وقبل انتشارها حول العالم من مركزها في الأمريكتين.
أسيا كانت نقطة تحول
وكانت نقطة التحول الحقيقية في تاريخ البطاطا تتمثل في انتشارها في قارة أسيا، حين قدمها الحاكم الصيني جين زوزينغ في مقاطعة فوجيان في الصين لأول مرة عام 1594، وأمر بتوسيع مساحات زراعتها في المقاطعة، ثم اكتسبت شعبية عريضة في البلاد بعدها، وانتشرت من بعدها مباشرة للفليبين، ثم تحقق نفس الشيء في كوريا عام 1764، وإلى اليوم البطاطا أو "اليام" كما تشتهر بأسيا من أشهر الخضروات التي تدخل في الوصفات والأكلات المختلفة.
ومع الوقت الوضع اتغير في أمريكا
وفي العصر الحديث يمكننا أن نجد أن البطاطا تعد من الأكلات الأساسية في المطبخ الجنوبي للولايات المتحدة، وهي التي يعتمد عليها كطعام يستخدم في شتى الوصفات والطرق وأنواع الوجبات المختلفة، وشعبية البطاطا العريضة في الولايات المتحدة وصلت إلى أن ولاية شمال كارولينا اعتمدتها كالخضار الرسمي للولاية عام 1995، ومن حينها صارت البطاطا إحدى الأكلات التي يحتفل مجمع الأكل بعيدها الرسمي كل عام.
