حكاية «العيش الروسي».. اعرف سر تحضيره من «العسل والفلفل الأسود»

 

لكل دولة ثقافتها المختلفة في الطعام، الذي يميزها عن غيرها من الدول، والذي يعطيها طابعًا مميزا وأصالة وتفرد، ولعل الأكل من الموروثات الذي يعود لمئات وأحيانا آلاف السنين، ونحمل إليكم اليوم قصة من أقصى الشرق، وتحديدا من روسيا، عن نوع مميز من مخبوزاتهم وهو "البريانيك".

إيه هو البريانيك

وفقا لموقع Flavours تُستخدم كلمة بريانيك لوصف مجموعة من المأكولات الروسية التقليدية الحلوة والمخبوزة، وهذه الوصفة الكلاسيكية كانت في الأصل مصنوعة من الدقيق والعسل، وفي الوقت الحاضر غالبًا ما يتم استبدال العسل بالسكر عند تحضيره.

غالبًا ما يُشار إلى بريانيك باسم «كعكة الزنجبيل»، بسبب جميع الاختلافات الحديثة، ولكن تقليديًا لم يتم استخدام الزنجبيل على الإطلاق، أما اليوم فلا يضيف محترفي البريانيك الزنجبيل إلى العجين، وبدلاً من ذلك يعتمدون على التوابل مثل الفلفل الأسود والكمون والقرنفل والكزبرة والهيل والقرفة وجوزة الطيب واليانسون النجمي للنكهة.

ما هو أصل بريانيك؟

يعود تاريخ بريانيك في الأصل إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وقد اشتهر لأول مرة في المطبخ الروسي في القرن التاسع الميلادي، وكان في البداية يصنع من العسل ودقيق الجاودار وعصائر التوت، وكان العسل يشكل النسبة الأكبر من العجين، وكان يُعرف باسم "خبز العسل"، وأضيفت التوابل لاحقًا خلال القرن الـ 12 إلى 13، عندما فتحت روسيا طرقًا تجارية مع الشرق الأوسط والهند، ما ساعد في جعل هذه التوابل أقرب إلى خبز الزنجبيل، الذي يتم الاستمتاع به في جميع أنحاء أوروبا الغربية اليوم.

أما في القرن التاسع عندما تم صنع بريانيك لأول مرة، كان يُعرف باسم medovy khleb التي تعني حرفياً "خبز العسل"، وخلال القرن السابع عشر تم تغيير الأسم إلى pryanik، وهو مشتق من كلمة pryanost، الكلمة الروسية للتوابل.

متى يؤكل بريانيك؟

قديما كان الأثرياء والفقراء يأكلون البريانيك، ويوجد على المائدة في القصور ومنازل الفلاحين على حد سواء، وكان يخبز ويستخدم لتزيين أشجار الكريسماس، وفي العديد من احتفالات "باجان" كزينة، ولا تزال هذه التقاليد قائمة في شمال روسيا، كما يستخدم أيضًا كهدايا لأعياد الميلاد وحفلات الزفاف، أما اليوم فيتم الاستمتاع به كوجبة خفيفة بعد الظهر، مصحوبة بفنجان من الشاي أو القهوة.

أنواع البريانيك

هناك ثلاثة أنواع رئيسية من بريانيك في المطبخ الروسي، يتم قصها وتشبيكها يدويًا وطبعها، ويتم صنع البريانيك المطبوع عن طريق ضغط العجين في تصميم مقطوع إلى لوح خشبي، في حين أن الإثنين الآخرين إما مصنوعان من قواطع معدنية أو بلاستيكية، أو يتم تشكيلهما يدويًا.

وللبريانك نسخ متعددة حول العالم، ففي سلوفينيا لديهم خبز عسل تقليدي يسمى ليكت، وفي ألمانيا هناك نسخة منه تسمى lebkuchen، وهي من المخبوزات الطرية التي تصنع من التوابل مثل الزنجبيل والقرفة وجوزة الطيبن، وعادة ما يتم تناولها خلال فترة الكريسماس، وفي بريطانيا، يُصنع خبز الزنجبيل منذ القرن الخامس عشر على الأقل، حيث لا يقتصر خبز الزنجبيل على الكريسماس، بل إنه شائع أيضًا في عيد الفصح وعيد الهالوين.


البريانيك الروسي


البريانيك الألماني


البريانيك