"السلطة لازم تبقى على مائدة
الإفطار في رمضان" هذا هو قانون الأكل في الشهر الكريم، سواء كنت تحبها أو لا فهي موجودة على مائدة إفطارك، وللسلطة تاريخ طويل فهي لم تظهر في مصر "بالصدفة"، حيث احتلت منزلة كبير في بيوت المصريين وخصوصًا في شهر رمضان.
ولم يعرف الشعب المصري طبق السلطة البلدي، وهي
مزيج من الخضروات يضاف إليها التوابل والليمون، إلا في أربعينيات القرن الماضي، بحسب المؤرخين
وعدد من كبار السن، الذين أقروا بأن مصر كانت قبلها تعرف طبق السلطة منفردة فكان
هناك سلطة الطماطم التي كانت تصنع مع الثوم واليمون والخل وتتناول مع وجبات
بعينها، ثم أدخلها السودانين المعروفين بحب الطعام إلى مصر القديمة.
إكرام الضيف
في السودان
كان الأهالي
في السودان يرحبون بضيوفهم عن طريق تقديم السلطة الخضراء كمقبلات مع الوجبات
والولائم، ثم انتقلت السلطة عبر بائعي الطعمية السودانيين الذين انتشروا في النوبة وربوع القاهرة في أربعنيات
القرن الماضي، وذاع صيتها مع سندوتشات الطعمية، وارتبطت بهذه الوجبة بشكل كبير، ثم
انتقلت لتأكل مع بعض الوجبات، قد لا تجد طبق السلطة في الأيام العادية، إلا أنه في
شهر رمضان يعد الطبق الرئيسي الذي لا يتغير مع تغير أصناف الطعام الآخرى.
الرجال يحضرون
السلطة
وفي رمضان
يترك مهمة إعداد طبق السلطة في العادة، على عاتق رب الأسرة، قبل آذان المغرب بنصف
ساعة، لتضيع الوقت وتكون طريقته المميزة ليسلي بها صيامه، وهي عادة طريفة شائعة في أغلب البيوت المصرية الموجودة
في شهر رمضان.
السلطة في
العصر العثماني
كلمة سلطة في
المعجم الجامع، هي كلمة معربة من الكلمة الإنجليزية "salad"،
ومعناها الخلط الخضروات وهي مشتقة من الكلمة الأصلية "Sault"، وهي كلمة يونانية تعني الملح، وهذا يعني أن
السلطة هي اختراع يوناني وقد عرفه المصريين في العصر العثماني واقتصر وجوده
على موائد الملوك والأمراء وكانت تسمي آن
ذاك الصلاطة، ولم يشاع استخدامه بين العامة مع هجرة السودانين إلى مصر، بحسب
موسوعة مصر القديمة للمؤرخ سليم حسن.
وتنقسم أطباق السلطة إلى سلطة غربية وأخرى
شرقية، وتشبه السلطة "البلدي" أو الخضراء السلطة اليوناني على أن السلطة
اليوناني يزيد عليها الزيتون والجبنة البيضاء، ويوجد هذه الأيام مئات الأنواع من السلطات حول العالم.
طبق السلطة الخضراء