تجدها مرصوصة بترتيب أنيق في محلات الحلويات، سواء كنت في أماكن مشهورة أو دون
ذلك، ولا تعرف كيف تخبر البائع أنك تريد منها هي بالتحديد، فتخبره بصوت متردد
"كيلو لو سمحت من صوابع زينب" والحقيقة أن أغلبنا لا يعلم من تلك "زينب"، التي نأكل أصابعها بكل هذا الحب والاستمتاع؟، روايات عديدة، تنبع كلها من ثقافة
الأساطير، ترتبط بحلوى "أصابع زينب" في مصر، حيث الموطن الأصلي لكل الحكايات
والأساطير، كنا ومازلنا شعب يحب الحواديت، وسوف نخبرك في "Food Today" بأغرب ثلاثة قصص انتشرت
بين المصريين عن أصل أصابع فتاة كانت تدعى زينب أصبحت واحدة من أشهى الحلويات على
الموائد العربية وفي مصر بالتحديد.
ترحيب بالسيدة زينب وبشجاعتها
القصة الأولى تبدأ من منطقة السيدة زينب، الأخت الكبرى للإمام الحسين ابن
الإمام على بن أبى طالب، زوج فاطمة ابنة النبي محمد عليه السلام، أنها حين أثناء
زيارتها مصر، قُدمت لها هذه الحلوى كنوع من حسن الاستقبال، فحسب الروايات، حين استشهد والدها علي ابن أبي
طالب في معركة كربلاء كان عمرها 4 سنوات، وبمجرد أن عادت جثة أبيها سارعت
لاحتضانها وتمسكت به وهي تبكي وترفض أن تتركه، فقام جنود معاوية بن أبي سفيان بضرب
أصابعها بالسيوف كي يبعدوها عن أبيها لتصبح تلك القصة حديث الجميع عن أصابع زينب
التي ضربها الجنود، ومن هنا سميت الحلوى على اسم القصة تخليدًا لذكرى موقف تشبث
زينب بوالدها رغم ما حدث بأصابعها، ومنذ ذلك اليوم سُميت تلك الحلوى على اسمها
الغالي.
حلوى في قصر الظاهر بيبرس
أما القصة الثانية، فتداولها البعض على أنها تعود إلى العام 1260 ميلادية، عن
معركة عين جالوت، التى دارت بين المسلمين والمغول، وانتصر فيها الظاهر بيبرس. وعقب
عودته من المعركة، استقبله المصريون في احتفال مهيب، فأمر الطباخين بتحضير الحلوى،
وتوزيعها على الشعب، غير أنه فوجئ بأن هناك نوعًا من الحلوى على شكل أصابع صغيرة،
ومذاقه طيب للغاية، فطلب إحضار كبير الطباخين بالقصر، لسؤاله عن هذا النوع، فارتبك
الطباخ ظنًا بأن الحلوى لم تحظ برضى بيربس، ليقول له إنها "أصابع زينب"
الطباخة بالقصر، وهنا أمر بيبرس بحضور زينب، وبينما كان يعتقد الجميع أنها
ستُعاقب، أمر بيبرس بمكافأة لها، ومن يومها أصبحت تُعرف تلك الحلوى بهذا الاسم قبل
أن يتحول بالعامية المصرية إلى "صوابع زينب".
محاولة لإنجاح قصة حب
فيما كانت القصة الثالثة، تداولتها
بعض الأحياء الشعبية وهي أن شابًا أحب فتاة كانت مغرمة بطهى الحلويات اسمها زينب،
لكن أسرته ترددت فى قبول زواجه منها، فابتكرت حلوى، وقدمتها لهم كنوع من الود من
أجل الموافقة، وأُعجبت الأسرة بهذه الحلوى، فأطلقوا عليها اسم "أصابع زينب"، لتنتشر
بعدها في مصر بعد ذلك.