الزعتر هو شجيرة صغيرة منخفضة النمو يتم زراعتها سنويًا، وهي من عائلة النعناع، وينجذب النحل إلى أزهارها، وقد اشتهر عسل الزعتر في صقلية منذ مئات السنين، ويمكن إرجاع أصول الزعتر إلى المجتمعات القديمة في جميع أنحاء البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من أنه يُزرع الآن ويُطهى في جميع أنحاء العالم، وبالإضافة إلى ذلك فإن للزعتر تاريخ طويل وأساطير أكثر تشابكت حول هذا العشب العطري، والتي نذكر بعض منها.
الزعتر في العصور القديمة
هناك أدلة على استخدام المصريين القدماء للزعتر بسبب خصائصه المُطهرة القوية في طقوس التحنيط، كما استخدمه الإغريق القدماء وأحرقوه كبخور في معابدهم، معتقدين أنه مصدر للشجاعة.
وفي العصر الروماني كان هناك اعتقاد على نطاق واسع بأن تناول الزعتر إما قبل أو أثناء الوجبة سيحميك من السُم؛ وهذا جعل العُشبة مفضلة بشكل خاص للأباطرة والملوك؛ حتى أنه قيل إن الاستحمام في الماء الدافئ بجرعات كبيرة من الزعتر يمكن أن يوقف تأثيرات السم بعد تناوله عن غير قصد.
وكان يُعتقد أن انتشار الزعتر في جميع أنحاء أوروبا يرجع إلى الرومان، حيث استخدموه لتنقية غرفهم وإضفاء نكهة عطرية على الجبن والمشروبات الكحولية، وفي العصور الوسطى الأوروبية، تم وضع العشب تحت الوسائد للمساعدة على النوم ودرء الكوابيس، وكانت النساء تقدمه كهدايا للفرسان والمحاربين، حيث كان يُعتقد أنه يجلب الشجاعة لحاملها.
الزعتر وعلاقته بالطاعون
أثناء الموت الأسود في العصور الوسطى، كان يُعتقد أن مركب الزعتر النشط المطهر، والذي يسمي بـ"الثيمول" يحمي من العدوى ويستخدم لعلاج الآفات الجلدية التي يسببها مرض الطاعون، وبسبب خصائصه المضادة للبكتيريا؛ تم دمج الزعتر في طرق حفظ الطعام.
الزعتر والبخور
كان يستخدم الزعتر أيضًا كبخور ويوضع على التوابيت أثناء الجنازات، حيث كان من المفترض أن يضمن العبور إلى الحياة التالية.
فوائد الزعتر
المكون الرئيسي لزيته العطري هو الثيمول، أو كافور الزعتر، الذي يستخدم في صناعة العطور ومعقمات الأسنان، وتزرع بعض أصناف الزعتر كأغطية أرضية للزينة.
ويحتوي الزعتر على مجموعة متنوعة من المعادن والفيتامينات التي تعزز الصحة؛ فهو غني بفيتامين C لدعم المناعة، والبوتاسيوم للخلايا السليمة، والماغنسيوم لنمو العظام وتجلط الدم، ويعتبر الزعتر مفيدًا أيضًا في علاج أمراض الجهاز التنفسي ويحفز الاستجابات المناعية والدورة الدموية.