"رمضان زمان كان أحلى"، جملة نسمعها كثيرًا على لسان جداتنا، عندما نجلس معهن لتروين لنا قصص وذكريات جميلة عن أجواء هذا الشهرالكريم، ومدى الاختلاف بين ما كان عليه أيام زمان، وما تغير فيه الآن، وقد قمنا بسؤال عدد من السيدات والجدات عن ذكرياتهم التي تعكس إرث رمضان من الزمن الجميل.
فوانيس رمضان والتجول في الشارع
تحكي السيدة سلوى، عن احتفالات زمان بشهر
رمضان وتقول: أنا كنت ساكنة في إحدى المناطق الشعبية، التي يكون فيها الاحتفالات بشهر رمضان بأجواء مميزة، حيث
كنا نلتقي نحن الصغار بالفوانيس الجديدة التي اشترها لنا أهلنا، وكان ذلك في فترة السبعينات، ونغني أغنية "وحوي يا وحوي وحالو يا حالو" و"فك الكيس وأدينا بقشيش يا حالو"، وكان أهالي المنطقة يعطوننا الأوراق الجديدة من الأموال من فئة الـ 5
قروش والـ10 قروش، وأحيانًا يقتصر الأمر على أعطاءنا الشمع للفوانيس أو البلح.
أما ابتسام، وهي جدة لخمس أحفاد، قالت إن احتفالات شهر رمضان، قد اختلفت كثيرًا عن هذه الأيام، وكذلك أجواء الشهر
بأكمله حتى أشكال الفوانيس لم تعد تمثل ثقافة وأجواء رمضان، وتقول: "لما بجيب لأحفادي فوانيس مش بحس بالفرحة اللي كنا
بنحس بيها زمان، كنا واحنا صغرين بنحتفي
بالفوانيس الجديدة أم شمعة، وننزل نلف لحد التراويح فرحانين.. أما عن الجيران
في المنطقة فكانوا يتجمعون حتى رؤية هلال رمضان ليحتفلوا جميعًا".
وتكمل: كان هناك فرقة موسيقية تجوب الشارع، كان اسمها
"فرقة طبيخ" وكانت تبدأ في التجول من 12 منتصف الليل في رمضان مع العزف، وكنا
بنفضل نستناها لحد ما توصل عند بيتنا، وكمان المسحراتي، ثم يقوم السكان باعطاءهم
الخبيز والحلويات.
طقس إعداد الطعام الجماعي
أما "نجاة" فتتذكر أنها تعلمت الطهي على يد إحدى الجارات، وكان في هذه الأيام من العادة أن يتجمع الجيران في أوائل شهر
رمضان لإعداد طعام رمضان سويًا، ويقوموا بتعليم أكبر عدد من الفتيات الطهي لتجهيزهم للزواج، وكنت وقتها عندي 13 سنة، وكذلك كنا نتجمع في ليلة نصف رمضان، وليلة
القدر، وليالي العشر الأواخر، وكل مناسبة لها روحانياتها الخاصة، ويبدأ الأهالي بتجهيز موقد إعداد
الكنافة والسيدات يقمن بإعداد عجينة الكنافة والقطايف لبدء العمل.
علاقات الجيران والأكل
أما الحاجة "نحمده" فتقول: "كانت البيوت
زمان مفتوحة على بعضها، وماحدش ممكن ياكل أكلة حلوة أو يعمل حلويات من غير ما يبعت
لجيرانه، حتى شراء لوازم رمضان كانت لها طقوس مختلفة، كنا زمان
بنشتري لوازم الشهر من الحبوب والسكر واللحم والدجاج ولا يتم تخزين شيء منه، وكنا نبدأ بعمل الرقاق والخبز ليكفينا طوال الشهر، ولا نشتري تلك الأشياء من الأسواق، وكنا ننظم البيت الذي كان يضم الأجداد والأبناء وزوجاتهم،
وتهيئة المكان لاستقبال الضيوف القادمين في العزومات.
ذكريات رمضان