يهل علينا الشتاء من هنا، ويزيد معدل بيع
السحلب وغيره من مشروبات الشتاء الرائعة على المقاهي وداخل البيوت، فرشفة واحدة
ساخنة منه قادرة على احتوائك في أكثر اللحظات برودة، سواء كان بالسمسم أو
المكسرات أو سادة، إنه سحلب وكفى.
لكن ماذا لو اكتشفت ان السحلب الذي تشربه طوال
الوقت في الحقيقة هو شيء أخر غير السحلب؟ Food Today تكشف لك هذا السر مع د.خالد مصيلحي إبراهيم -أستاذ العقاقير والنباتات
الطبية – كلية الصيدلة جامعة القاهرة.
السحلب نبات وليس
مسحوق
لا يعلم أغلبنا أن السحلب في أساسه نبات،
وليس تحويجة أو خلطة كما تُباع في محلات العطارة والأسواق، السحلب الأصلي سعره غالي جدا، فهو جذور نبات
الأوركيد البري أو الجبلي وهو نبات زينة مشهور بزهرته الجميلة التي تتراوح ألوانها
من الأبيض إلى الأحمر أو البنفسجي، فجذور هذا النبات تشبه "درنات" البطاطس
- عضو مخزن للغذاء - يتم استخراجها من تحت الأرض وغسلها ووضعها في ماء
مغلي لإيقاف نشاط الإنزيمات التي قد تفسد مواده الفعاله والغذائية، ثم تُجفف وتُطحن
أو تخزن كاملة، وبعد طحنها يصبح لونها أبيض لإحتواءها على نسبه عالية من النشويات والبروتين
والمواد اللزجه الهلامية "mucilage"
أما معظم المعروض في أسواقنا
فهو في الحقيقة سحلب "مكار" وليس نبات السحلب الأصلي، فلأن النبات
الأصلي سعره مرتفع جدًا، فيستبدله التجار في
الغالب بخليط من الأرز المطحون وجوز الهند المبشور وبعض الإضافات التي تعطي كثافة للمشروب
بعد تحضيره.
هو الموجود في السوق
مفيد؟
د.خالد يجيبنا على هذا التساؤل: " بالطبع السحلب الأصلي
به توازن من عناصرغذائية ووجبة متوازنة ومتكاملة من البروتين والسكريات والمواد الهلامية
وبعض المعادن المهمة للجسم، كما أن النبات الأصلي به خواص كمضاد للأكسدة تحمي الخلايا
وتجدد نشاطها وتحمي الجسم من الملوثات وتزيل السموم من الجسم، المواد الهلامية الموجودة في جذور السحلب تغطي الغشاء
المخاطي للجهاز الهضمي فتحمي المعدة والقولون من الالتهابات وكل هذه الفوائد يفتقدها
السحلب الآخر أوالمصنع من نشا الأرز".