حروب وقرارات مصيرية.. أحداث تاريخية سببت شهرة عصير البرتقال في العالم!

هل كنت تعرف أن عصير البرتقال هو أول عصير فاكهة تم تعبئته في العالم، وحتى الأن هو عصير الفاكهة الأكثر شعبية في العالم، حيث يتم انتاج حوالي 1.6 مليار طن من هذا المشروب كل عام.

والحقيقة أن عصير البرتقال لم يشتهر بهذا الشكل مرة واحدة، بل حدث الأمر بشكل تدريجي وبسبب أحداث تاريخية عالمية كحظر المشروبات الروحية والحرب العالمية الثانية، تعالوا لنعرف كيف أصبح عصير البرتقال بهذه الشعبية في العالم.؟

كان لحظر المشروبات الروحية في أوروبا مابين 1920 - 1933، الفضل في شهرة عصير البرتقال، حيث بدأ العالم بالبحث عن بدائل صحية أكثر لتناولها، ومن هنا أصبح عصير البرتقال هو المشروب الرسمي للأفطار الأوروبي خاصة الإنجليزي، حتى يومنا هذا، ويظل عصير البرتقال الطازج هو العصير الأول المستهلك في إنجلترا، لكن للعصير المعبأ قصة أخرى، لم تبدأ في أوروبا بل في أمريكا. 

خلال الحرب العالمية الثانية، رفض الجنود الأمريكيون شرب حصتهم من عصير الليمون الذي قُدم لهم لتزويدهم من فيتامين سي لوقايتهم من سقوط الأسنان الناتج عن نقص فيتامين سي المعروف باسم مرض الإسقربوط، لكنهم رفضوا تناوله بسبب مذاقه الحامض الكريه، وحاولت الحكومة الفيدرالية وإدارة فلوريدا للحمضيات مع مجموعة من العلماء لتطوير منتج أفضل للجنود، وابتكروا طريقة لصنع عصير البرتقال المعلب بشكل مركز ومجمّد. 

في عام 1944، بعد ثلاث سنوات من البحث، وجد العلماء الأمريكيون طريقة لتركيز عصير الفاكهة وتجميده دون إتلاف النكهة أو محتوى الفيتامينات، وتم بيعها لأول مرة في الولايات المتحدة في العام التالي.

بحلول عام 1949، كانت مصانع معالجة عصير البرتقال تنتج أكثر من 10 ملايين جالون من عصير البرتقال المركز، وأصبح ضمن أكثر العصائر المعلبة استهلاك في أمريكا.

وبحلول الثمانينيات من القرن الماضي، بدأ العصير المعلب ينتشر في العالم كله.

لا يخفي على أحد مدى أهمية عصير البرتقال الصحي، وقدرته على تعزيز وظيفة الجهاز المناعي، وتقليل علامات الشيخوخة، والحماية من السرطان، وتحسين التمثيل الغذائي، وإزالة السموم من الجسم، وتحسين الدورة الدموية، كما أن له قدرة سحرية في تحسن ضغط الدم وتقليل الالتهابات وتخفض مستويات الكوليسترول، وهو بالطبع مصدر رئيسي لفيتامين سي.