لا تتوقف إبداعات الطبيعة عن مفاجأتنا كل يوم، فهل تتخيل أن الحرير الذي يعتبر من أغلى أنواع الأقمشة تنتجه دودة؟!، وهل تتخيل أن يكون العسل والذي يعتبر من أكثر الأطعمة صحية تنتجه حشرة؟، ولتكتمل إبداعات الطبيعة فإن حلوى شهيرة في وطننا العربي تنتجها بالأساس حشرة، وهي حلوى "المن والسلوى"، والتي لها أسماء مختلفة منها "من السما" و"ندى السما" و"العسل السماوي" العديد من الأسماء لتؤكد أن تلك الحلوى هي هدية وصنع السماء لنا، وقيل في بعض المصادر، إن كلمة "المن" عبرانية وتعني "المغذي الإلهي"، وهي حلوى شبيهة بالنوجة المصرية، وهي تعتبر من أقدم الحلويات الطبيعية، حيث ورد ذكرها في القرآن الكريم وأنزلها الله على بني إسرائيل ليأكلوها بدلًا من الخبز.
ما هي المن والسلوى؟
هي مادة صمغية يميل لونها إلى الأخضر، تنتج من حشرة تسمى "المن" موجودة في أشجار الجوز المتقدمة في العمر وشجر البلوط، التي تنمو في الأماكن المرتفعة في فصل الخريف، تتجمع هذه المادة الصمغية فوق الجذوع والأوراق ويطلق عليها الصمغ العربي، يجمعها المزارعون في الصباح الباكر حتى لا تتعرض للشمس وتفقد لزوجتها وتصفى من الشوائب.
كيف تصنع المن والسلوى؟
تحتاج عملية تصنيعها لأيام عديدة فبعد جمعها وتصفيتها من الشوائب يتم إذابتها في الماء المغلي وتصفيتها للحصول على مادة المن، ويتم تصنيعها وحشوها بالجوز واللوز والفستق الحلبي ثم يضاف إليها الطحين كي لا تلتصق قطع المن والسلوى مع بعضها ويتم تعبئتها في علب خشبية للحفاظ عليها من الرطوبة والتعفن.
يضاف أحيانًا إليها المنكهات المختلفة مثل الحبهان وبعض المكسرات وتكور بشكل كرات صغيرة وتدحرج في الدقيق وتقدم للأكل.
المن والسلوى في الدول العربية
تصنع المن والسلوى في العراق والأردن، وتعتبر مدينة السليمانية من المدن العراقية المشهورة في صناعة هذه الحلوى، كما أنها مشهورة في عدة دول عربية أخرى مثل مصر وتسمى "النوجة" وموجودة أيضًا في إيران وخاصة أصفهان وكرمان ويزد.
أصل المن والسلوى
تتعدد الروايات حول بدايتها وأول من طهاها، فتقول إحدى هذه الروايات، إنها ظهرت لأول مرة بشكلها الحالي "النوجة" في أصفهان قبل 450 عامًا واسمها "غاز"، عندما تم خلط الصمغ الموجود على شجرة البلوط مع الدقيق والخبز والفستق واللوز والشوكولاتة في ورش صناعية.
ويتم حصاد ذلك الصمغ من جبال بختياري وخنسار، ويكون جاهزًا للحصاد في أواخر الصيف وتخرج الحبوب اللامعة والصفراء في السيقان مثل الدخان.
