leftlogo

حكاية خباز وعامل

تعرف على أصل المثل "إدي العيش لخبازه ولو أكل نصه"!

A A A
خبز أسمر
خباز
تتشابه الثقافة المصرية مع الشامية في الكثير من الأمور، حتى أن الأمثال الشعبية المحلية تتشابه ـ إلى حد كبير بينهما ـ ومثال على ذلك المثل المصري القائل: "إدي العيش لخبازه ولو أكل نصه"، نجده أيضا في بلاد الشام بصيغة مشابهة وهي "اعط الخبز لخبازه ولو أكل نصه".

لكن ما حكاية هذا المثل؟!

وفقا لكتاب "حكاية مثل" لخبير التراث الأردني نايف النوايسة، يحكى أنه كان هناك خباز يُدير مخبزه بشكل جيد وعاش مع زوجته حياة كريمة ولكنه كبر وتقدم به العمر، فلم يعد يقوى على العمل مثل السابق. 

وقتها أوكل هذا الخباز إلى أحد العمال عنده والذي كان قد دربه جيدا على العمل، لحمل مسئولية المخبز من بعده، وقال له "يا بني لقد كبر وأصبحت عجوزا لا أقوى على إدارة المخبز، وسأتنازل لك عن المخبز بشرط أن تخبز للناس في الحارة قدر حاجتهم ولا تزيدهم ولا تنقصهم، وأن ترسل لي أربعة أرغفة فقط كل يوم".

لكن بعد أن استلم الشاب العمل في الخبز، أعاد التفكير فيما قاله له صاحب المخبز الأصلي، وقرر أن يخبز كثيرا ويرسل للعجوز وزوجته فقط رغيفين.

ماذا حدث بعدها؟!


في أحد الأيام، ذهب العامل إلى محل لشراء دجاجه لعشائه فلم يجد دجاج، فذهب إلى الخباز العجوز ليسأله عن الأمر، وكانت زيارته لهم هي الأولى بعد أن استلم المخبز، فوجد أن في واجهة الدار قن دجاج كبيرا، وليس عند المرأة العجوز إلا دجاجة واحدة، فسأل عما حدث مع الدجاج، ولماذا قل عدده؟!

فقالت المرأة العجوز زوجة الخباز العجوز "يا بني لقد استهلكت القمح معظمه في الخبز، فخفّ علف الدجاج وصرت ترسل لنا رغيفين فقط"، فقال لها العامل: "قدرت أن رغيفين يكفيان"، فقالت له العجوز: "يا بني الرغيفان لنا، وأما الآخران فنقوم بتنشيفهما ودقهما ليكونا علفًا للدجاج، وحينما قطعتهما، بدأ الدجاج يتناقص حتى بقيت هذه الدجاجة الوحيدة، لذلك (أعطِ الخبز لخبازه ولو أكل نصه)".

ومن هذه الرواية أصبح المثل يُضرب للدلالة عند ضرورة تصحيح الحسابات الخاطئة.
advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022