"ليس من الصعب الوقوع في المشكلات وخسارة كل شيء، لكن الأسهل إيجاد أكثر من فرصة لتقاوم وتبحث فيها عن ذاتك، عن الشغف، عما يعيد بصلتك للعمل من جديد، البحث عن فرصة ثانية والعودة من جديد، كما كانت رحلة آدم في فيلم "الحرق".
لم يأتي اسم الفيلم من فراغ؛ فهل كنا نفقد الأمل بعد أن حرقنا أول أكلة أعددنا بحب وشغف؟، أم نعيد المحاولة مرة وأخرى لنحصل على الطبق الأحلى على الإطلاق.
ويحصل "آدم" بطل الفيلم، على
فرصة أخرى بعد إحباط مر به، خارج البلاد، حيث عاصمة النور، العاصمة الفرنسية، ومن
أجل هذه المهمة والفرصة، عليه أن يؤمِّن فريقاً يقبل بخوض التجربة إلى جواره، برغم
صعوبة التحدي والمزاجية الكبيرة للمتذوق الفرنسي ولاسيما نقاد المائدة.
آدم جونز، الذي
يؤدي دوره ببراعة النجم "برادلى كوبر" أحد كبار الطهاة البريطانيين
المميزين، الذي اشتهر بتقديم نوعية فريدة ومختلفة من الوصفات التي يقدمها، مستقبله
المهني كان ممهدًا بالنجاح، ولكنه يقع فريسة
للغرور والزهو بنفسه فيتسبب في انهيار حياته المهنية ويلجأ للمخدرات وإدمان
الكحوليات، وأصبح ذو سمعة سيئة في وسط الطهاة والمطاعم، تسبب في خسارة مطعمه وبعد
سنوات من الإدمان والحياة الضائعة دون هدف وخسارة كل شيء فجأة قرر الانتقال إلى
العاصمة الفرنسية باريس والبدء من جديد.
في رحلة العودة إلى مهنته التي يعشقها "الطبخ"، يلجأ إلى صديقه الذي يمتلك مطعمًا فرنسيًا مشهورًا حاصل على نجمتي "ميشيلان" ـ وسام يحلم به رواد المطاعم في جميع أنحاء العالم لأنها دليل جودة ورقي المكان ـ ويدخل
في تحدٍ مع نفسه، أنه يمكنه البدء من جديد هنا، بل وأنه يمكنه كذلك الحصول على
النجمة الثالثة؛ ووقع على عاتقه مسئولية تكوين فريق من أمهر الطباخين الذين يتمتعون بمهارة عالية لمواجهة المجتمع
الفرنسي، الذي يشتهر بكونه مجتمع متذوق وله مزاجية خاصة، وكذلك الفوز بإعجاب نقاد
المائدة والمطبخ الفرنسي عامة.
الفيلم مليء
بالتفاصيل الملهمة، من أول تعامله في المطبخ وكيف أنه يتعامل مع الأصناف التي
يعدها كأنه على موعد غرامي مع فتاة يحبها، وحتى فكرة كيفية اغتنام الفرصة الثانية وكيف
يمكننا انتهازها إذا اتيحت، ولم يغفل
الفيلم الإشارة إلى عن الصعوبات الكبيرة التى تواجه كل العاملين فى مجال مهنة
الطبخ وخاصة كبير الطهاة آدم، سواء في علاقاته الإنسانية أو في النقلات الصعبة
والتحديات التى جعلته يعبر مرحلة ( الحرق ) في حياته بصعوبة بالغة، فاسم الفيلم لم
يأت من فراغ، فكثير منا يشعر بالإحباط عند احتراق أكلة ما، هل يفقد الأمل بعدها
أنه سيئ في الطهي، أم يجرب مرة أخرى؟، هذا هو ما حققه الفيلم ببساطة، فقد تمكن "آدم" فى النهاية من الوقوف
مرة أخرى على قدميه، فقط لأنه يحب الطهي بشكل يفوق حجم كل تلك الصعوبات التي واجهها.
All rights reserved. food today eg © 2022