منذ قديم الأزل اشتهرت محافظة دمياط، بصناعة
الحلويات والمشبك على وجه الخصوص، حتى أصبح اسمه ماركة مسجلة بين محافظات
الجمهورية في الحلويات، ووصل صيتها إلى دول العالم، "عايز مشبك من دمياط"، فأصبحت العادة كذلك توصية أى شخص مسافر لدمياط أو طنطا بضرورة أن
يحضر معه أقراص من المشبك وهي تعوم في بحر من العسل، وربما يأتيك مع بعض أصناف
الحلوى الأخرى التى تشتهر بها هذه المنطقة، لكن يبقى المشبك هو الأهم على الإطلاق.
ولكن متى عرفت دمياط المشبك؟ .
سموه مشبك ليه؟
تعتمد صناعة حلوى "المشبك " على بعض
المكونات الأساسية مثل الدقيق ونشا ذرة، مع إضافة خميرة وسكر، وماء ورد وغيرها من
المكونات الأخرى، التي تضيف لها نكهة مميزة، جعلتها تمتلك قلوب الكثير من
المصريين، حتى أصبحت من أشهر أصناف الحلويات الشرقية فى الموالد المختلفة على
مستوى أنحاء الجمهورية، وقد أرجع
البعض أن سبب تسمية حلوى "المشبك" بهذا الأسم إلى شكلها، الذي عبارة عن
شكل دائري يحتوي على خيوط متشابكة .
الشباكية في المطبخ التركي والمغربي حلوى للحب
يعرف المشبك، بالمطبخ التركي والمغربي باسم "الشباكية"، وهناك رواية تراثية متداولة بالبلدين ترجعه للمطبخ التركي، ويستدل بها معظم المغاربة والأتراك، وتقول الرواية إن قصة حب كانت وراء تسميتها، فأول من صنع الشباكية بائع حلويات متجول كان يجوب الحارات والشوارع ليعرض بضاعته، وكان أحياناً يقف تحت شباك أحد البيوت وتطل عليه من ذلك الشباك فتاة جميلة وتشتري منه كل يوم، فأعجب البائع بتلك الفتاة وقرر صنع نوع جديد من الحلوى بشكل شباك مُلهمته وغطسها في العسل وقدمها لها هدية يوم ذهب لخطبتها، فصارت الشباكية حلوى للحب.
خناقة بسنت نور الدين على أصل المشبك
وأثار فيديو دعائي للمرشدة السياحية بسنت نور
الدين، حول مدينة دمياط ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بين المختصين،
بعدما أرجعت أصل صناعة حلوى "المشبك" الذي اشتهرت به المدينة لـ”المطبخ الشامي”،
ما دعا كثيرين للبحث ومراجعة المصادر، إلا أن الجدل استمر لاختلاف الروايات
التاريخية.
هو سوري ولا مصري؟
اختلفت الروايات التاريخية حول الأصل التاريخى
لحلوى المشبك، فقد أشار البعض إلى أن أصلها مصرى وتصنع بدمياط، والبعض الأخر أرجع إلى أنها سورية أو تركية، ويقول آخرون إلى أن أصلها هندي، لكن أكثر الروايات شهرة بين
الناس، هي أن أصل هذه الحلوى يعود إلى الشام، حيث اعتاد تجار أهل الشام منذ مئات
السنين على التوافد إلى مصر للتجارة من خلال ميناء دمياط، ومن هنا عرف أهل مصر المشبك،
وتعلموا طريقته، فأصبح مرتبطا بمحافظة دمياط دونا عن محافظات مصر الأخرى.
في حكاية أخرى أصله مصري 100%
رأى كثيرون أن الشوام والأتراك عرفوا المشبك من
المطبخ المصري وليس العكس، حيث تناقلوه باسم "القاهرية"، نسبة للقاهرة الفاطمية
والدليل الأول على هذا هو ما ذكر في كتاب "الوصلة للحبيب في وصف الطيبات والطيب"، وهو كتاب أكل شامي لإبن عديم الدمشقي يرجع لعام ٧٣١ هجري، وفيه ملحق خاص بالحلوى
ذكر به اسم "القاهرية"، وبه أيضاً ذكر حرفي لكلمة "مشبّك"، ونسب الكتاب ظهوره لعام
١٢٦٢م، ما يعني أنه ظهر بمصر في القرن الثالث عشر، وقد عرف عن مصر خلال فترة حكم
الفاطميين ضلوعها في فن الطبخ لاهتمام الفاطميين بالاحتفالات وهو ما ذكر على لسان المقريزي
في وصف عيد النيروز الفاطمي وتقديم حلوى الزلابية القاهرية.
العسل مظبوط بالملي
يظن الكثير من الناس بأن جمال مذاق المشبك
يعتمد في الأساس على تشربه بالكثير من العسل وتزويده بكميات من السكر، إلا أن هذا
المعلومة مغلوطة تمامًا حسب عمال أحد مصانع المشبك في دمياط الذين قالوا: «بقالنا 100 سنة مشهورين بالمشبك، محدش بيعمله حلو زينا، في معلومة غلط إن المشبك المفروض يكون العسل بتاعه زيادة
أو سكره زيادة، دا مش موجود عندنا لأن عندنا عيارات العسل بتكون مظبوطة بالملي".