تعد حلويات رمضان هي الضيف الدائم في الموائد الرمضانية، يحبها كل المصريين، ويتعطر المنزل برائحة شهية أثناء إعدادها، ولكن هل تعلم أيها المحب، صاحب "المزاج العالي"، تاريخ الحلويات المحببة إلى قلبك، وبداية رحلتها في قلوب المصريين، فربما تعرف أن تاريخ هذه الحلوى اللذيذة التي ارتبطت بشهر رمضان كالبقلاوة والجلاش والكنافة، إلى العصر العثماني، حيث يتفنن الطهاة الأتراك في إعداد أصناف مختلفة من الحلوى، وكذلك دمشق في العصر الأموي.
كيف صُنعت أول كنافة في التاريخ؟
ويقول الدكتور محمد الجوهري، في كتابه أنثروبولوجيا مصر القديمة، إن الكنافة يعود سبب ظهورها، للفترة التي اشتكى فيها الخليفة معاوية بن أبي سفيان من مرض غامض في معدته تشعره بالجوع الدائم، ونصحه طبيبه، بتناول طعام يحتوى على الكثير من النشويات والسكر والدهون، فهذه الأطعمة لا يتم هضمها بسرعة، وبالتالي يقل شعوره بالجوع.
مرض معاوية سبب اختراع الكنافة
وما لبس الخليفة إن طلب من طباخ القصر إعداد مثل هذه الأطعمة، وفكر الطاهي الذي لم يذكر الجوهري اسمه في الكتاب، كيف يصنع لسيده طعام يحتوى على كل هذه المكونات، وابتكر عجينة مصنوعة من الدقيق والنشا والسمن، ووضعها في إناء ليقوم بطهيها على النار، أما خيوطها الصغيرة التي تميز الكنافة عن غيرها من الحلويات، فوجدت بالصدفة عندما وقعت "المغرفة"، وهي ملعقة قديمة ذات الثقوب الدقيقة، داخل إناء العجينة وعندما حاول الطاهي رفعها، وجد أنها صنعت خيوطًا صغيرة مميزة الشكل، فأعجب بالشكل الجديد وقرر أن يصنع العجينة بهذه الشكل ومن ثم أغرقها بالسمن والعسل السميك.
وبهذا ابتكر طاهي القصر عجينة بسيطة سائلة ولعبت الصدفة دورها مرة أخرى حيث سقطت مغرفة قديمة في إناء العجين، وعندما رفعها الطاهي سقطت خيوط رقيقة على الموقد سرعان ما نضجت فأعجب الطاهي بشكلها وغمرها في السمن ثم أعاد تسويتها، ومن وقتها وعرفت باسم كنافة معاوية وانتشرت في بلاد الشام، حتى وصولها الآن على موائد كل المصريين، وبخاصة في شهر رمصان.
القطايف من العصر الأموي
اختلف المؤرخون حول أصل القطايف، لكن عبد الرحمن الجبرتي يقول في كتابه "تاريخ الجبرتي"، التي يؤرخ فيها عادات وأخبار الناس، إنه ربما يعود أصل القطايف إلى الدولة الأموية أيضًا، حيث تعود لعهد الملك سلمان بن عبد الملك، حين قامت طاهية القصر باختراع حلوى جديدة لضيوف الملك مصنوعة من الدقيق والنشاء وقامت بحشوها بالمكسرات والزبيب، ثم غمرتها في العسل، وقدمتها لضيوف الملك، الذين ما أن تذوقوها حتى بدأوا في التهامها بسرعة، فسميت قطايف اشتقاق من كلمة اقتطاف.
الحب سبب في وجود البقلاوة
أما البقلاوة فقد عرفها العالم من المطبخ التركي في عهد الملك محمد الرابع، حيث قررت زوجته "رابعة كلنوش سلطان" التي كانت تحبه كثيرًا، وتعرف مدى حبه للطعام، بابتكار نوع جديد من الحلوى ذو المذاق المميز، فقامت بعمل رقائق من الدقيق، وصنعته من طبقات محشوة بالمكسرات ثم وضعت فوقه العسل، وقامت بتسويته في الفرن، وحين تذوق الملك المحب هذه الحلوى أعجبته كثيرًا وأطلق عليها اسم بقلافة والتي تحرفت بعد ذلك إلى بقلاوة، وهي اشتقاق لكلمة بقوليات، حيث تحتوى على الكثير من البقوليات.