فرضت الكنافة سيطرتها على الشعراء فجاء شعرهم
لها وصفًا وإعجابًا، حتى إن بعض شعراء العرب نظموا الشعر والغزل فى مباهج
صناعة وحلو الكنافة، وإذا ذُكرت حلويات رمضان، حضرت الكنافة، ومهما كان اختلاف
"حشوها" ستظل هي بطلة كل الموائد في رمضان، إلا أنها تظل حاضرة بقوة في
محافظات الصعيد وعلى رأسها محافظة الأقصر وأسيوط.
الكنافة في الصعيد
ستجد محلات ومنافذ صانعي الكنافة في أغلب شوارع الصعيد، حيث يعتبرها الكبار والصغار من معالم قدوم وفرحة
الأهالي بالشهر الكريم، وقد لا يعلم أغلبنا أسماء ولا أنواع الكنافة، إلا أننا نأكلها على اسمها كما هو، فقط كنافة، لكن من حلاوتها فقد أطلقوا على كل نوع منها
اسم مميز، وسنخبرك اسم كل نوع وأصله ومنه ستعرف كيف أن كنافة الصعيد مميزة.
الكنافة الشعر الأشهر
أول أنواع الكنافة شهرة وانتشارًا، هي الكنافة
الشعر، تلك التي لها خيوط رفيعة تمامًا مثل الشعر، وهو الأشهر لربات البيوت، والنوع الثاني هو "كنافة يدوي" وهي
التي تعتمد على الطريقة التقليدية من خلال الوعاء ذو الثقوب، ويُطلق عليها أيضا "كنافة
بلدي"، أما النوع الثالث والذي تُستخدم فيه الآلة بدلا من الطريقة اليدوية، يُطلق عليها "كنافة
ماكينة".
تعرف الكنافة البورمة؟
ومن حيث طريقة العجين هناك 3 أنواع مختلفة له أيضا، منها "البورمة"
التي يتم تضفيرها أو تُصنع أصابع أو حبل وتُحشى بالمكسرات، أما الكنافة "النابولسية" فتلك التي تكون بيضاء بعد تسويتها مثل
البقلاوة البيضاء و"الحلبية" ولكن كلاهما يعدهم الحلواني فقط، ويصعب صناعتها في المنزل.
الكنافة فرحة أسيوط
في أسيوط، يمسك البائع بكوز
العجين ليمرره في دوائر متداخلة على صواني كبيرة فيخرج منها الكنافة البلدي، ليصنع
"كربال"؛و هذا ما يُطلق على الكنافة البلدي في منطقة "الحمراء"
لمدينة أسيوط، حيث يقف صانعو الكنافة في أسيوط كل يوم من الظهر وحتى الواحدة صباحًا
ممسكًا بكوز الكنافة لصناعة كرابيله من الكنافة البلدي، التي تباع بالكتلة الواحدة أو
بالكيلو، ويتجمع حوله شباب المنطقة ومحبي روائح رمضان الجميلة في مشهد مبهج وسعيد،
وفي آخر الليل توزع فائض الكنافة التي تم صنعها على غير القادرين أو الأطفال، ومنهم
من يأكلها نيئة.
من آلاف السنين الكنافة تتحدى التاريخ
صحيح تعددت الروايات حول بداية
ظهور الكنافة، فقيل إن صانعي الحلويات في الشام هم من اخترعوها وابتكروها وقدموها
خصيصًا إلى معاوية بن أبي سفيان، أول خلفاء الدولة الأموية، كطعام للسحور لتمنع عنه الجوع الذي كان يحس به في نهار رمضان، بعدما شكا إلى طبيبه الجوع الذي يلقاه في الصيام، حيث وصف له الطبيب الكنافة
لتمنع عنه الجوع، وارتبط اسمها به وأصبحت تعرف بـ"كنافة معاوية"، وفي رواية أخرى قيل أن تاريخ الكنافة يرجع
إلى المماليك الذين حكموا مصر وقالوا أيضًا أنها ترجع إلى العصر الفاطمي.
ورغم كل
تلك السنين، لا تزال الكنافة البلدي تصارع "ثلاثية" كورونا والتكنولوجيا
و"الصنيعية" لتحافظ على موقع لها على مدار أيام شهر رمضان، سواء بطريقتها اليدوية أو
بالماكينة أو أيًا كان اسمها، فمازالت موجودة بقوة في القاهرة، وبشكل أكثر تواجد وقوة
في محافظات الصعيد.