قبل بدء موسم الشتاء، وتحديدًا في شهر أغسطس عقب حصاد القمح، تشهد العديد من المنازل بصعيد مصر «ملحمة عائلية»، تجتمع النساء الأقارب مع الجيران والأطفال للمساعدة في صناعة الكشك الأكلة الأشهر في محافظات الصعيد المصري، فهذه من العادات المتوارثة منذ مئات السنين ولا يزال المصريون يحافظون عليها حتى يومنا هذا.
وأضاف الزهار، أن الكشك أكلة وافدة مع التوغل العثماني في مصر ولم تكن بشكلها الحالي بل كانت بشكل بسيط، لكن سرعان ما تمصرت الأكلة مثل أغلب الأكلات الوافدة سواء من العثمانيين أو الفرس، فيأخذ المصريين الأكلة ويضيفون إليها ما يتسم معهم مثل إضافة التوابل والبهار.
وأكد الباحث الأثري، أن الأكلات القديمة والتراثية نجدها في الصعيد، فهناك يتم الاحتفاظ بها طوال الوقت، وهذه الأكلات تندرج تحت أشكال التراث اللامادي أي ليس مباني وعمائر لكنه يندرج تحت تصنيف العادات والتقاليد للشعوب.
وطالب الزهار اليونسكو بإدراج الأكلة ضمن الأكلات المصرية على قوائم التراث العالمي اللامادي، مثل المطالبات التي حدثت الفترة الماضية بتسجيل بعض الأكلات مثل الكشري.
وأضاف أنه يتم غالبا تصنيع الكشك في تجمعات أسرية أو جيران ويتم استخدام أدوات المطبخ في الأغلب النحاسية ويظل العمل متواصل لأيام بلا انقطاع وتتولى إحدى السيدات إعداد الطعام في مقابل الحصول على جزء من الكشك المخزن بدون مقابل، لافتا أن النساء قديما كانوا يغنون بعض الأغاني الفلكلورية أثناء إعداد الكشك أما حاليا فهذه العادة أصبحت غير موجودة.
أما الكشك الصعيدي، عبارة عن أشكال دائرية يتم تصنيعها في الصيف مع بداية موسم حصاد القمح، يتم تنقية القمح الفاتح اللون وغسله جيدا ثم سلقه ويفرش على حصيرة ويترك في الشمس ثم يُطحن بعد ذلك ويوضع عليه اللبن الرائب عند تخميره ثم يعجن على شكل دوائر ويجفف في الشمس مرة أخرى ويُخزن طول السنة لاستخدامه في أي وقت.
ويمكن استخدام الكشك الصعيدي بطرق كتيرة كأن يُستخدم في المحشي أو يتم حشو البط به أو يوضع على البيض أو يُذوب في شوربة ودقيق عليه صدور فراخ ويبرد ويزين بالبصل المقلى على طريقة الألماظية أو يكون حلوا يُذوب فيه لبن وسكر.
نساء يصنعن الكشك
كشك ألماظية
All rights reserved. food today eg © 2022