للكشري مكانة كبيرة في حياة المصريين، ويتفق الجميع على
الطرق التي يُصنع بها، ولكن هناك نوع من الكشري ذو الشعبية
الكبيرة في أغلب البيوت المصرية، ومع ذلك فلن تجده أبدًا في أي مطعم، أو عربة طعام
شعبية، وهو مشهور بشكل كبير في مدينة الإسكندرية، ويعرف باسم الكشري الإسكندراني.
هذا النوع من الكشري مصنوع من الأرز والعدس الأصفر فقط، وهو منتشر في المطابخ الإسكندرانية، وله تاريخ أقدم من ذلك بكثير، ورغم ارتباطه بالمصريين
ووصفه بأنه أكله شعبية مصرية، إلا أن التاريخ يخبرنا أن جذوره ليست مصرية.
الكشري الإسكندراني
لا أحد يعرف بالتحديد تاريخ الكشري الإسكندراني، ومن
اخترعه، لكن الرحالة الشهير أبن بطوطة ذكر عبر كتابة الأشهر "رحلة ابن بطوطة تحفة
النظار"، إن الهنود كانوا يطبخون نوع من الكشري المصنوع من العدس بني اللون
المعروف باسم "عدس بجبة" مع الأرز، وكانوا يتناولونه بجانب السمن واسمه
الكوتشري.
الإيطاليون أول من أضاف للكشري "الدقة"
وأثناء الحرب العالمية الأولى في1914، عندما اختلط
الهنود مع الأوروبيون وخاصة الإيطاليون، أحبوا هذا الطبق وطوروه، وأضافوا إليه
المكرونة والصلصة الإيطالية والدقة أيضًا، ومع اختلاط المصريون نتيجة هجرات الإيطاليين إلى مصر في الفترة الملكية، دخل الكشري مصر بطريقتهم التي نعرفها اليوم، بحسب ما ذكر في كتاب تاريخ المطبخ
المصري للكاتبة حنان جعفر.
الكشري الإسكندراني من بلاد الشام حتى مصر
وفي العصور القديمة ببلاد الشام أعدوا الكشري
الإسكندراني كما نعرفه اليوم، بالعدس الأصفر والأرز والبرغل مع زيت الزيتون، وأسمه "المجدرة"،
وهو يقدم حتى الآن بنفس الشكل في فلسطين وسوريا ولبنان، أما في العراق فهو يعد من
العدس الأصفر والأرز، ويقدم بجانب كبة الحامض، أحد أشهر المقبلات العراقية التي
تعد من اللحم والأرز المفروم، أما في مصر فيفضل الناس تقديم البيض المسلوق بجانبه.
المصريون وارتباطهم بالكشري
وعلى الرغم من اختلاف طرق إعداد الكشري التقليدي عن
الكشري الأصفر الإسكندراني، إلا أنه ارتبط بحياة المصريين، وعشقوه حتى نسي العالم
أن الكشري ليس ذو أصول مصرية، وأصبح من أهم وأول الأكلات الشعبية المصرية.
ولا
يعرف أحد لماذا ينتشر الكشري التقليدي المكون من المكرونة والأرز والعدس بجبة في
جميع المحال بكل ربوع مصر، في حين أن الكشري الأصفر المصنوع من الأرز والعدس
الأصفر، لا وجود له في أي مطعم، ولا يعد سوي بالمطبخ المنزلي فقط.
الكشري