ستكون سعيد الحظ إذا كنت شاهدت في طفولتك جدتك وقد لجأت إلى الفرن، وأمامها طبق كبير ملأته بالدقيق والماء والخميرة، وأخذت تعجن العجين مرارًا وتكرارًا وعلى الطبلية أخذت تفرده وتطبقه وصنعت طبقات رقيقة جدًا، وثنتها بعضا فوق بعض، ثم أدخلتها إلى الفرن لتصنع لك أجمل فطيرة يمكن أن تأكلها في حياتك.
حكاية الفطير المشلتت
الفطير المشلتت ليس مجرد مذاق عادي لكتلة من العجين، هناك تاريخ وحضارة وثقافة يمكنك أن تستشعر بها وتشمها وتتذوقها مع كل قضمة منه، مصحوبة بالعسل أو المش أو الجبن، فلذة الأكلة حكاية تعود إلى آلاف السنين، نتوارث خلالها أقدم وصفة للخبز من داخل المطبخ الفرعوني.
تشير الجداريات والنقوشة خاصة تلك التي وجدت في مقبرة "رخميرع" إلى أنه كان يتم إبان عصر القدماء المصريين خبز نوع من الفطير كان يسمى "الملتوت"، وهي كلمة فرعونية تعني "المطبق" مكون من المواد التي تعتبر سماوية وهي الدقيق والسمن الحيواني ويقدم مع العسل والمش كقربان للآلهة أو كان يتم أخذه مع المتوفي ليأكله في الحياة الأخرى فور البعث.
لكن مع مرور الوقت أصبح أكلة تقدم في الأعراس والمناسبات السعيدة مثل الأعياد والاحتفال بالمولود أو تجهيز العروس أو النجاح وغيرها.
من المشلتت للكرواسون
ولأن العصر المملوكي كان يتسم بحبه للحلويات وانفتاحه على العالم، انتقل الفطير المشلتت إلى أوروبا وتمت عليه بعض التعديلات والتغييرات وظهرت نسخ متطورة منه مثل الفطير الهلالي وهو على شكل هلال، كما أنه يقال إن الكرواسون الفرنسي أصله يعود إلى نفس عجينة ومكونات الفطير المشلتت.
شهرة عالمية
أخذ الفطير المشلتت شهرة عالمية خاصة حينما تم تقديمه في يونيو عام 2009 للرئيس الأمريكي آنذاك، باراك أوباما، أثناء زيارته إلى مصر.
إبداعات الفطير
وكأي أكلة أخرى فإن هناك الإبداعات والابتكارات التي دخلت على الفطير المشلتت، والتي قد يعتبرها محبي الفطير نوعًا من أنواع هدم الثوابت، فظهرت أنواع عليها إضافات مثل المكسرات والنوتيلا والمربى للفطائر الحلوة والجبنة والسجق واللحم المفروم للفطير الحادق.
