لم يعد غريبًا تخيل أي شيء في عالم الألعاب الافتراضية، بعد انتشار
ألعاب مثل بابجي وفورت نايت وغيرها من الألعاب التي تجعلك جزءًا من مشاهد حقيقية أنت
تصنعها بنفسك، أو موجودة بالفعل، وبعيدًا عن ألعاب الحروب، أنتجت "كايلا سيمز"
– وهي واحدة من أشهر اليوتيوبرز وصناع
الألعاب في أمريكا – لعبة جديدة تتيح للاعبين إنشاء شخصيات في إطارها وبناء حياة
افتراضية من منازل وملابس ووظائف.
إلا أن أحد أكثر أجزاء اللعبة إمتاعًا أنها تتيح الفرصة لمعرفة
المزيد حول مجالات الطهي والزراعة والبحث عن الطعام والمأكولات بمختلف أرجاء
العالم، أما تفاصيل تلك اللعبة، وكيف كان مردودها منذ إطلاقها في العام الماضي.. هذا ما سنعرفه في هذا التقرير.
حسب نيو يورك تايمز، في العام الماضي، بدأت "كايلا
سيمز" في تربية أبقارها ودجاجها، في
ألعاب كانت أشبه بألعاب "المزرعة السعيدة"، وكانت تجرب أفكارًا مختلفة
وهي تفعل ذلك، فخاضت تجارب مثيرة في مجال الطهي ـ على سبيل المثال، أعدّت ذات يوم
طبق "كراون روست" وخبزت كعكة عيد ميلاد على شكل قطعة هامبرجر.
ومع ذلك، فإنها خلال هذه التجارب لم تكن بحاجة إلى مزرعة أو تذكرة طيران
أو حتى موقد، وإنما "ذي سيمز"، لعبة فيديو يجري لعبها على الأمد البعيد
وتتيح للاعبين إنشاء شخصيات في إطارها وبناء حياة افتراضية من منازل وملابس ووظائف،
تفعل فيها كل شيء وأنت مسترح في مكانك على الأريكة.
قالت سيمز، 22 عامًا حسب نيو يورك تايمز: "ليس هناك سبيل لأن
تعايش هذه الأمور في حياتك، لكن من خلال لعب (ذي سيمز) تتعلم الكثير من الأطعمة
التي لم ترها من قبل، وأعتقد أن كل شخص مر بتجربة شبيهة".
منذ طرحها للمرة الأولى بإصدارها الأول في فبراير عام 2000 أصبحت "ذي سيمز" واحدة من أكثر
ألعاب الفيديو نجاحاً عبر التاريخ، وذلك مع تجاوز مبيعاتها 5 مليارات دولار بحلول
عام 2019، تبعاً لما ذكره موقع «إلكترونيك آرتس»، وكل يوم، يسجل ملايين اللاعبين
الدخول في اللعبة من مختلف أرجاء العالم لإنشاء صور «أفاتار» في «ذي سيمز» ومشاهدة
فعاليات حياتهم عبر اللعبة على نحو مفعم بالحيوية، الملاحظ أن شعبية لعبة «ذي سيمز»
نمت خلال فترة الجائحة، وحقق اللاعبون المشاركون في «ذي سيمز» 1.2 مليار ساعة من
اللعب خلال عام 2021.
في الإصدارات المبكرة من اللعبة، جرى استخدام الطعام ببساطة لإشباع
الجوع، أحد الاحتياجات الأساسية القليلة التي تمتلكها كل شخصية، أو لإضافة عنصر
غريب عندما السفر إلى أماكن جديدة، إلا أن لعبة «ذي سيمز 4»، التي أصدرتها شركة
تطوير الألعاب «ماكسيس» عام 2014، سعت لإضفاء مزيد من الواقعية على تفاعل اللاعبين
مع الطعام.
وعن هذا، قالت ليندسي بيرسون، نائبة رئيس شئون الإبداع في «ذي سيمز»، والتي تعمل لدى «ماكسيس» منذ عام 2002: "أعتقد أنه في (ذي سيمز 4)، بذلنا حقًا
مجهودًا واعيًا لتأكيد فكرة أن الطعام أكثر عن مجرد مكان".
ويشير الكثير من لاعبي "ذي سيمز" إلى كثير من التعديلات
بعد عام 2016 كنقطة تحول رئيسية في اللعبة، ذلك أنها جعلت الطعام أمراً مثيراً في
استكشافه والتعرف عليه، مثلاً أصبح باستطاعتهم التعرف على كيفية تحمل الأطعمة
الحارة واستخدام عيدان الطعام على نحو صحيح، علاوة على اكتساب مهارة إعداد هذه
الأطعمة في المنزل.
اليوم، أصبح باستطاعة لاعبي "ذي سيمز" امتلاك وتشغيل مطعم
أو مقهى، وتصميم قوائم للطعام، وتعيين موظفين وفصلهم. ويمكن للاعبين كذلك شق
طريقهم المهني في العمل، بدايةً من مساعد غسل صحون، إلى طاهٍ مشهور في مسار مهنة الطهي،
أو يمكنهم أن يصبحوا نقادًا محترفين بمجال الطعام.
بصورة إجمالية، هناك أكثر من 300 طبق ووصفة يمكن للاعبين المشاركين في "ذي
سيمز" تجربتها عبر اثني عشر مستوى ترقٍّ داخل اللعبة.
وفي سبيل ذلك، فإن القائمين على اللعبة استعانوا بموظفين ذوي خلفيات
متنوعة لتحديد الأطعمة وعناصر الطهي التي تتواءم مع روح اللعبة على النحو الأمثل.
العالم الافتراضي
يجري القائمون على اللعبة، استطلاعات للرأي حول الأطباق المميزة المفضلة لدى الناس؟ ماذا يأكلون على الإفطار والغداء والوجبات الخفيفة والعشاء في هذه البيئة حسب كل منطقة؟ لماذا وكيف يأكلون هذه الأطعمة، وهل لديهم الأدوات المناسبة في مطبخ افتراضي لتحضيرها وتقديمها وتناولها؟، وبعد ذلك، يتولى مسئولو الصياغة وضع وصفات شاملة لهذه الأطعمة، ويشرحون كيفية تحضيرها، بالإضافة إلى ثقافات العالم الحقيقي التي نشأت فيه.
All rights reserved. food today eg © 2022