صدق اللي قال «مجنونة يا أوطة»، ولم يعد جنونها في تقلب أسعارها
فقط، إنما طالها الجنون إلى الحد الذي صارعاديًا أن نتخيلها
وردًا مجففًا على الطريق، فمن أيام انتشرت صور على السوشييال ميديا، ظن
البعض أنها مشاتل لزهور حمراء بإحدى الأراضي الزراعية، إلا أنها كانت في
الحقيقة موسم حصاد الطماطم وتجفيفها في
الصعيد.
من
صميم جنون الطماطم أنها رغم كل ما تفعله فينا لكنها صارت ثروة قومية للدولة بين ليلة وضحاها،
بالتحديد منذ 5 سنوات تقريبًا، وصارت ثروة لأصحابها، ولمصر التي تجني منها 36 مليون
جنيه سنويًا، بل وبسببها صرنا في المرتبة الثانية على العالم في تصديرها، وفي موسم
الحصاد أتينا لكم في Food Today بأصل الحكاية وليه قالوا عليها "مجنونة"؟.
متى بدأت الحكاية؟
بدأ المشروع فى قرية اسمها بنبان بمحافظة أسوان عام 2010 ، وسرعان ما انتشر فى عام 2011 بالأقصر وقنا، وكانت هناك العديد من المشكلات الفنية فى
الإنتاج لقلة الخبرة وقتها، مما أدى لخسائر كبيرة لدى المنتجين، وبالتالي أدى هذا
لإحجام الكثير من المنتجين عن الاستمرار فيه، وبنفس سرعة انتشار المشروع توقف
نهائيًا، لكن في 2015 فتحت وزارة الزراعة باب العمل في المشروع من جديد، بجنوب الصعيد
بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية، بعدما ذاع نجاح هذا
المشروع بالخارج واعتماد الصين ودول مثل أوروبا وإيطاليا وإسبانيا وتركيا على
الطماطم المجففة في عشرات الصناعات.
تم دعم المزارعين وقتها وتدريبهم علي أعمال تجفيف الطماطم من خلال الطاقة الشمسية، وكيف يفعلون ذلك بشكل صحيح، لتنتشر عشرات المناشر في مختف مدن وقرى الأقصر
وأسوان، لتجفيف الطماطم، ومن ثم تصديرها للخارج والحماية من خسائر تقلب أسعار
الطماطم في الأسواق بصورة دائمة.
لماذا الأقصر بالذات وليه سموها مجنونة؟
تعتبر الأقصر
فى مقدمة المحافظات التي تبلغ المساحة المزروعة بالطماطم بها تبلغ 17 ألف فدان، وهي أفضل
الأماكن فى مصر لزراعة وتجفيف الطماطم، نظرًا للمناخ الدافئ صيفًا وشتاءً، وانعدام
الرطوبة ونقاء الجو من الملوثات، وهي العوامل التي بسببها لُقبت الطماطم
بـالمجنونة.
التجفيف كان فرصة
للسيطرة على جنونها
أكد
تقرير صادر عن وزارة الزراعة، أن الاتجاه لصناعة تجفيف الطماطم من أهم الطرق للحد
من جنون الطماطم، باعتبارها من الخضروات سريعة التلف ويصعب تخزينها طازجة لفترات
طويلة، ودائمًا ما يتسبب ذلك فى إلحاق خسائر بالمزارعين، لذلك فكروا في مشروع
التجفيف الذي يضمن لهم إعادة استخدامها في أي وقت بعد تخزينها، وكذلك وفر المشروع
عشرات فرص العمل السهلة للمرأة الريفية وشباب الفلاحين.
مصر
التانية على العالم بعد إيطاليا
أعلنت إدارة الحجر الزراعى
بوزارة الزراعة منذ عام، أن مصر تحتل المركز الثانى فى تصدير الطماطم المجففة بعد
إيطاليا، فيما جاءت الصين والهند فى المركزين الثالث والرابع.
وشرح لنا المهندس بهاء إسماعيل
الذي يعمل لدى منظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (اليونيدو) كيف احتلت مصر المركز الثاني عالميا يقول: "رغم أن
مصر تحتل المركز الثاني عالميا فى إنتاج الطماطم بحجم إنتاج سنوى يقترب من 9
ملايين طن، إلا أن تصنيع الطماطم فى مصر لم يحظ بالتطور الكافي لاستيعاب الإنتاج
الزائد عن الاستهلاك الطازج، فكان من الضرورى البحث عن وسائل أخرى للتصنيع، فكانت
عملية تجفيف الطماطم أحد هذه الوسائل التي تتميز بسهولة التنفيذ، خصوصًا مع انخفاض
التكلفة الاقتصادية لها"، لافتا إلى أن فترة الإنتاج (التجفيف) فى مصر تصل إلى 8 أشهر في العام، وهى أطول فترة إنتاجية للطماطم المجففة في العالم.
الطماطم
المجففة مصدر للعملة الصعبة
وأضاف مهندس"اليونيدو"، أن الطماطم مصدر هام للعملة الصعبة، نظرا للطلب المتزايد عليها من بعض
الأسواق العالمية، وأهمها السوق الإيطالي والألماني والإسباني في أوروبا، والسوق
الأمريكي، بالإضافة للبرازيل، موضحًا أن الطماطم المجففة نموذج هام جدا فى إظهار
القيمة المضافة للخضروات المصرية.
كيف تتم عملية التجفيف؟
تتم عمليات التجفيف بطريقة بسيطة
عن طريق تقطيع ثمار الطماطم إلى نصفين أو أكثر، حسب حجم الثمره
ونشرها فى مناشر معرضه للشمس مباشرة لمدة أسبوع أو أكثر، لخفض المياه بالثمار
وإضافة الملح إليها، حيث يعتبر المناخ في محافظات الصعيد والوادي الجديد كما ذكرنا مثالية لعمليات التجفيف بأشعة الشمس المباشرة دون أية تكاليف.
بيتعمل
بيها ايه؟
ينتج من كل 10 كيلو طماطم
طازجة واحد كيلو طماطم مجففة تقريبا، ويصل سعر كيلو الطماطم المجففة إلى 40 جنيها،
وتستخدم فى عمل البيتزا والصلصة، وتضاف لبعض المأكولات الأخري، فيمكن على
سبيل المثال، تناولها من العُلبة أو تناولها مع البيض المخفوق، أو يُمكن إضافتها إلى المكرونة، وإضافة جبنة
البارميزان لها، كذلك يُمكن إضافة الطماطم المجففة من خلال حشوها بجبنة الفيتا
والخبز المقلي وإضافة زيت الزيتون لها.