الطبخ في حياتها فن.. كيف دخلت الشيف نجلاء الشرشابي قلوب المصريين؟

عُرفت ببشاشتها وبساطتها، دخلت بيوتنا حبًا وطواعية بطريقتها التي تشبهنا في الكلام ووصفاتها البسيطة في المطبخ والتي قررت أن تجعلها "على قد الإيد" لتناسب إمكانيات كل البيوت، ليصبح برنامجها "على قد الإيد" واحدًا من أشهر برامج الطبخ لتستمر في تقديمه منذ حوالى خمس سنوات، إنها نجلاء الشرشابي، أحد أنجح مقدمي برامج الطبخ في مصر والوطن العربي.

إذا كنت محبا للمطبخ وتعتقد أنك تعرف الكثير عن مقدمة هذا البرنامج، دعنى أصدمك وأؤكد لك أن ستعرف المزيد عنها فى Food today.

أول الغيث مسابقة

الشيف نجلاء الشرشابي

مسابقة في إحدى القنوات الشهيرة للطهي كانت بوابة دخول لأهم أحلامها، فرغم دراستها للتجارة، وإدارتها لأكثر من مشروع مرتبط بالأطفال، إلا أنها كانت ترغب وبشدة فى العمل بالمجال الذي تجد نفسها فيه وهو الطبخ، مرة واثنان وأكثر، تُثابر وتصبر وتُصر، تتعطل في الوصول ولا تيأس، حتى يكافئها القدر بالقبول آخيرًا.
في أول مشوارها، سيدة ثلاثينية  تبحث عن فرصة لتقدم برنامج عن الطبخ، لطالما حلمت بتلك الفرصة وهي التي تعشق المطبخ منذ طفولتها، تعلن إحدى الشركات عن مسابقة طبخ على الإنترنت ويكون للفائز فيها برنامجا على إحدى القنوات الفضائية، تقدم نجلاء فيها ولا يرد عليها أحد، لم تيأس، وبعد فترة ليست طويلة يصادفها إعلان على قناة "فتافيت" الشهيرة في الطبخ، تبحث هي الآخرى عن مقدمين جدد، ولكنها لا تصل وتضيع الفرصة، ولكنها أيضًا لم تيأس.

أحلام "على قد الإيد"

الشيف نجلاء الشرشابي مقدمة برنامج على أد الإيد

لأن كل الصدف دائما كانت خيرًا من ألف ميعاد، يرغب نجلها الأكبر أن يصبح مذيعًا، فيتقدم مع غيره إلى قناة جديدة اسمها "سي بي سي سفرة" ليكتشف أنها فقط للطبخ، فتسعد نجلاء بالفكرة، وتشعر من جديد بأن الحلم يقترب، وبسبب ابنها، تُقبل هي.
ربما كانت أحلامها تمامًا مثل اسم برنامجها الأول الذي دخلت به قلوب متابعيها "على قد الإيد"، فقد كان هدفها الرئيسي من البرنامج، تعليم البنات والفتيات الصغيرات، مهارات الطبخ، بداية من إعداد الأرز والأكلات البسيطة، وحتى الحلويات والأكلات الدسمة، والأهم أن يتعلمن تجهيز ذلك بأقل الأسعار، حتى تتجرأ كل منهن على الطبخ، وقلة أسعار المقادير ستزيد من شجاعتهن، وقد كان.

عام بعد الأخر تكسب نجلاء ثقة البنات وأمهاتهن بابتسامتها وبشاشة وجهها وإعدادها لأشهى الأكلات، أشهرها وأصعبها، بحرفنة وبتكاليف "على قد الإيد" فكانت الأقرب للعديد من البيوت المصرية، وبسبب أحلامها التي كانت "على قد الإيد" كانت محبتها تزيد في قلوب متابعيها وتفيض.

أول طبخة في حياتها

تحكي شرشابي في إحدى حوارتها الصحفية عن أول طبخة في حياتها وتقول: "كنت عادة ما أجلس برفقة أمي وهي تعد الكعك في العيد، وأذكر أن أول أكلة قمت بإعدادها كانت الفطير، وكنت في الصف الثاني الابتدائي، بدون معرفة أمي، حيث لعبت بالعجين، وأعددت فطيرة صغيرة وأخفيتها، حتى ذهبت للمدرسة، وأعطيتها لزملائي".

ماجستير الزراعة يكمل الحلم

الشيف نجلاء الشرشابي في إحدى الحلقات

بعد أن أنهت  نجلاء دراستها بكلية التجارة، ودخلت مجال الطبخ، لم تقف عن هذا الحد، صحيح أنها تحقق الحلم، لكنها تريد أن تتقن كل شيء فيه، فحصلت على ماجستير في التغذية من كلية زراعة جامعة عين شمس، حتى تتمكن من إعطاء وصفات متكاملة بها كل الفيتامينات واحتياجات الجسم المختلفة، فتقدم على سبيل المثال بروتين اليوم لحمة، وتقدم في اليوم الذي يليه "كشري" مع بيض مسلوق، وهي تشرح كيف أن قيمة هذه الوجبة تعادل اللحمة".
سألها مذيع مرة في إحدى البرامج عن كيفية عيش حياتها بعيدًا عن البرنامج، فقالت وهي تضحك: "زي البرنامج بالظبط، على قد الإيد، أحب الكوميديا جدا، والتليفزيون بالنسبة لي ترفيه، وأحب محمد هنيدي، وليس لي علاقة بالأخبار، ولا المسلسلات التركي لكني أشاهد مسلسلات عربي أحيانا، حين أحب تهدئة أعصابي".

عائلة تحب الطبخ جدًا

الشيف نجلاء الشرشابي أثناء الطهي

نجلاء لديها ولدين وبنتين عبدالرؤوف وعبدالرحمن وإسراء –متزوجة- وسندس في الجامعة، ولديها أحفاد أيضًا، وكلهم أخذوا عنها حب الطبخ، حيث يقومون بعمل مقاطع مصورة على اليوتيوب، ويقدمون خلالها وصفات مختلفة، فالمطبخ لديهم هو أساس المنزل، حتى أن سندس الأصغر ظهرت في حلقتين من البرنامج  معها، حين فكرت نجلاء أن تعلم الفتيات ضرورة مساعدة أمهاتهن في المطبخ.
إلا أنها حين سألوها في إحدى الحوارات عمن ترى نفسها فيه من أولادها فقالت: "أرى نفسى فى ابنى عبدالرؤوف، يراقبنى أثناء تواجدى بالمطبخ ويحرص على تعلم الكثير من الوصفات، ويسعى دائما إلى الابتكار وإضافة لمساته الخاصة، فأشعر بأنه خليفة لى".
أما عن زوجها فحكت أنه صعيدي جدًا، ولا يدخل المطبخ مطلقًا، إلا انه لم يمانع ولا مرة  ظهورها على شاشة التليفزيون.

أحلام لا تنتهي

 الشيف نجلاء الشرشابي 

نجلاء لديها برنامجا على راديو "نجوم إف إم"، ولها كتاب أصدرته منذ عام وجمعت فيه أشهر وأهم وصفاتها التي عرضتها على مدار سنوات في برنامجها، وافتتحت أكاديمية لتعليم فنون الطهي ولم تستمر طويلًا لعدم تفرغها لها، ولكنها تؤكد أنها ستعيد فتحها، لأن الطبخ أهم أحلام حياتها وأنها ما زالت تمتلك الكثير لتقدمه، ووجود مطعم باسمها، واحد من أحلامها المؤجلة.