فاطمة أبو حاتي واحدة
من أشهر نجوم الطهي السنوات الأخيرة في التليفزيون وعلى السوشيال ميديا، بعدما وصل عدد متابعوها على صفتحها الخاصة بفيس بوك قرابة 6 ملايين متابع في أقل
من ثلاث سنوات وأكثر من 3 مليون آخرين يشاهدونها على
اليوتيوب، لتصبح في وقت قياسي من أبرز الشيفات
في مصر والوطن العربي إما من خلال صفحتها أو ببرنامجها "العزومة" الذي
تقدمه على بقناة بانوراما فوود PNC.
ولم يكن صعبًا بعد نجاحها في مجال الطهي، أن تجمع أجمل
ما قدمت من وصفات في كتابها الأول الذي نشرته في 2020 "أسرار أكلاتي"، ولكن كيف دخلت الشيف فاطمة المجال وكيف أعادتها ابنتها بعد انقطاع؟ وعن أحلامها
في مجال الطبخ، وطقوسها في رمضان، تحكي لنا الشيف فاطمة أبو حاتي في حوار خصتنا به
في Food Today عن كل ذلك وأكثر.
متى شعرتي بضرورة خروج
موهبتك من البيت للناس؟
حكايتي مع المطبخ أتذكر أنها بدأت منذ كنت في المرحلة
الإعدادية تقريبًا. كنت أحب الطبخ مع والدتي ولا أمل منه، أما فكرة خروج تجربتي من
البيت للناس، كانت صدفة بحتة، ولم أكن أطمح لذلك ولا مرة، قبل أن تطلب مني صديقتي
ذلك بشكل مباشر قالت لي في يوم "الأكل الحلو ده لازم يطلع للناس" فاقترحت
علي الظهور في برامج الطبخ، وبالصدفة كان لها أصدقاء في برنامج "الستات"
وظهرت فيه كضيفة تقدم وصفات طعام وبعد ذلك ظهرت كضيفة في فقرات من برامج مختلفة.
ومن بعد ذلك قدمت فقرة ثابتة في التليفزيون المصري من
خلال برنامج زينة، كل يوم جمعة، في هذا الوقت كنت أفعل ذلك بالتوازي مع صفحتي على
فيس بوك الت لم يكن عليها عدد كبير في
بداية الأمر، كنت أضع عليها صور الأكلات فقط دون أي فيديوهات، سواء التي أعدها في
بيتي، أو التي قدمتها في برنامجي، وأكتب معهم المكونات والوصفة.
وهل فعلا كان لبناتك
علاقة بوجودك في المجال؟
لدي 4 بنات وولد، زوجت منهم بنتين، في الحقيقة هم الذين أطلقوا لي صفحتي الشخصية على فيس
بوك ، لم أكن لأفعل ذلك بمفردي ولا كنت أعلم طريقة فعل ذلك من الأساس، ولكن بعدما أطمئننت على زواج أبنتي الأولى، أنشغلت بتجهيز
الثانية، فتوقفت على كل شيء، وتوقفت حتى عن تقديم برنامج التليفزيون وقتها، الصفحة
وقتها لم يكن عليها أكثر من 2000 متابع، توقفت
أيضًا عن تقديم جديد عليها. حتى أتممنا الزواج على خير.
وما قصة أن ابنتك كانت سبب عودتك مرة آخرى للطبخ؟
بعد زواجها وجدتها تطلب مني طرق بعض الوصفات لمطبخها، وتسأل
أكلات معينة لا تعرف كيف تطبخها لزوجها، فكنت أرسل لها الطريقة مكتوبة، فتطلب مني
أن أرسل لها الوصفة صوت وصورة لأنها لا تفهم الكتابة، فوجدت نفسي أفعل ذلك محبة
لها، أجهز الوصفة كأنني أعدها للبيت، وأصور لها بصوتي، كل الخطوات حتى الصورة
النهائية، لأكتشف أنها تعيد نشرها مرة أخرى على صفحتي الخاصة التي زاد متابعوها بعد 2500 شخص وصولًا لأكثر من 4 مليون متابع، بسببها.
احكي لنا عن أول مرة تطبخين
فيها على الهواء؟
دخولي التليفزيون جاء بسبب السوشيال ميديا، عُرفت في وقت
قصير جدًا، قال لي المقربون وقتها أن صوتي
كان مميزًا بالقدر الذي ساعد في شهرتي إلى حد كبير، ولم أكن أتطلع لأكثر من وجودي
في هذا الحيز المحدود من خلال صفحتي ومن داخل بيتي، فيديو واحد من وسط عشرات
الفيديوهات، يصل عدد مشاهداته لأكثر من مليون مشاهدة في ساعات قليلة، فيكون سبب
شهرتي بشكل آخر.
صحيح كنت أبذل مجهود خرافي، أذكر أنني كنت أدخل مطبخي - أو معملي كما أحب أن اسميه – من 9 صباحًا لا أخرج منه قبل 9 مساءًا، لأصور كل شيء
من أول المكونات لحد مراحل التسوية وصورة الاطباق في شكلها الأخير، ولكن كل ذلك فتح لي الطريق صدفة مرة آخرى دون سعي مني لأجدهم
يتصلون بي من قناة بانوراما فوود " PNC" للإنضمام إليهم، ورغم ترددي
في أول الأمر لأنني لم أكن "غاوية" ظهور على الفضائيات، إلا أن أولادي
أقنعوني بالتجربة ، وبالفعل أقدم معهم "العزومة" إلى الآن.
ما
أكثر الأشياء التي تستفزك في برامج الطبخ الأخرى؟
الكلام
بالـ"الجرامات"، تفصيلة لا تعجبني أبدًا في إعداد الطعام، فلا يوجد ست
بيت تهتم بوزن الأشياء بالجرام وهي تعد وصفة ما، اعتبره خطأ جسيم في حق المطبخ،
ربما يسد ذلك نفس أي بنت حديثة العهد في المبطخ، ويجعلها تكره الفكرة لصعوبتها، ماذا
سيحدث لو استخدمنا الملاعق كوحدة للقياس مقبولة وسهلة للجميع؟!
وفي
البرنامج ماذا عن طقوس ما قبل الهواء؟
تضحك
وهي تقول: "اقرأ كل الأذكار التي تقع أمامي والتي احفظها وكل الأيات لو
استطعت، أكون مرعوبة حرفيًا، كل ما يشغلني أن أركز ويلهمني الله الصواب، لأن غلطة
الهوا لا علاج لها، "غلطة بفورة"، بخلاف انني عاهدت نفسي أن أكون قدوة
في ظهوري ولبسي، في طريقة كلامي، فمنذ اللحظة الأولى وأنا مدركة أن ظهوري على
الشاشة موضوع كبير لا استخف به ابدًا.
كيف ترين مقومات نجاح أي
شيف يقدم برنامج طبخ؟
المصداقية أول طريق للنجاح، فلا مجال لتجربة وصفة على الهواء
مثلًا، أو تقديم مقادير بالتقريب أو بكميات غير مجربة، أهم ما في الطبخ خصوصًا لو على
الهواء، أن تكون صادق مع المشاهدين فيما تقدمه، أن تكون جربت كل وصفة بنفسك بدل
المرة، خمسة لتتأكد أنك ستخرجها على الشاشة بأفضل شكل ممكن، بالنسبالي كان ذلك أهم
مقومات لنجاحي بفضل الله، وصحيح القبول من ربنا، لكن أن تكون على طبيعتك فهو من
صميم اختيارك، لا أحب التكلف أو "الأفورة" على الهواء، ما يخرج من القلب
يصل للقلب فورًا.
ومن أهم عوامل نجاح أي شيف حسب خبرتي البسيطة أيضًا، عدم
الاستخفاف بعقل المشاهد، سواء كنت اخاطبه من شاشة التليفزيون، أو في فيديو على
صفحة شخصية، فلا يمكن أن اقنعهم أن الوصفة التي أقدمها اقتصادية وأنا أعلم ارتفاع
اسعار مكوناتها، أو لا أخبرهم من الأساس بمكونات لا تتوافر بسهولة في مطباخنا
البسيطة العادية "وافتكسلهم" وصفات من باب التجديد صعبة التنفيذ أو
مجهدة مثلًا.
وما هي نقطة قوتك انتِ على السوشيال ميديا؟
منذ بداية فيديوهاتي على صفحتي التي اقتربت بفضل الله من
الـ 6 مليون وعلى قناة اليوتيوب التي يشاهدها أكثر من 3 مليون ، كنت حريصة على قصر
مدتها الزمنية، لكي لا "يزهق" المتابع، فالفيديوهات القصيرة واحدة من
عوامل نجاحي على السوشيال ميديا، والأمر
الثاني أنني لم أكن التفت إلى الربح بقدر حرصي أن يستفيد كم أكبر من وصفاتي، ستتفاجئين
مثلًا أنني لم أكن مهتمة على الإطلاق باليوتيوب الذي هو في الأساس مصدر ربح أكثر
من فيسبوك.
ولم يكن عليه عدد يُذكر، ولم أنشط القناة إلا بعدما طلب مني الناس ذلك
ليسهل عليهم استرجاع الفيديوهات وقتما أرادوا بشكل أكثر تنظيمًا. واخيرًا كان صوتي
واحد من نقاط قوتي، لانه أول ما ظهرت به قبل شكلي، وأذكر أنني كنت في النادي يومًا أنده على ابنتي الصغيرة
واتحدث إليها بصوت عالي، فأوقفتني سيدة لتسألني : "هو انتي فاطمة ابو حاتي،
أصل صوتك شبها قوي" فعرفت وقتها أن صوتي نقطة قوة الحمد لله.
على ذلك لديك فريق ينظم لكِ صفحاتك على السوشيال ميديا؟
يظن
الكثير أن لدي فريق عمل محترف لتقديم الفيديوهات على انستجرام
وفيس بوك ويوتيوب، وكذلك تصويرها وعمل المونتاج ، والرد على التعليقات، ليتم كل
شيء على أكمل وجه، لكن المفاجأة أن هذا ليس صحيح، فريق العمل هم أولادي، ابنتي مسئولة
التصوير وابني يقوم بعمل المونتاج ويساعدني الباقي في التنظيف وإعداد الوصفة،
وزوجي له الفضل والدور الأكبر في شغلي، ففي بداية الأمر لم أكن على علم ببرامج
التصوير المناسبة، فكان يفعل لي ذلك بنفسه ويأتي لي بكل البرامج التي تساعد في
انتاج صورة أفضل. "أنا من غير ولادي وزوجي ولا حاجة" هم سبب نجاحي بكل
بساطة. والحقيقة أن الأجر الذي يتقاضاه الجميع هي الوجبات التي أعدها لهم في
المنزل فقط، بالإضافة إلى استغلال سلطتي كأم أحيانًا.
كيف تقاومين ما تطبخين وتحافظين على وزنك؟
"طبعًا لازم أدوق"، أهم وأجمل جزء في الفيديو،
حين اتذوق ما طبخته أمام الناس، رائحة الأكل وشكله لا تُقاوم في الحقيقة، بصرف
النظر أن شهادتي في أكلي مجروحة، لكنها بشهادة الجميع، الكل يضعف أمامه، فبصراحة لا
أقاومه أنا أيضًا، أترك نفسي للحظات الاستمتاع بطعمه، واعتقد أن وزني وشكلي لم يخذلاني
إلى الآن ربما لأنني أتناول كميات كبيرة.
ما الذي تحلمين
به في مجال الطبخ عامة؟
نفسي أعلم كل البنات (أ ب) مطبخ وأزيل رهبتهم تجاهه،
فالمطبخ أولًا وأخيرًا ليس مكان مرعب كما يظن البعض، إنما هو أساس سعادة
البيوت، خصوصًا أننا كمصريين بالتحديد لا نجتمع إلا على موائد الأكل، خروجة، عزومة،
حفلة، كله مرتبط بالأكل، فلذلك تمنيت لو علمت كل البنات يحبون المطبخ ويبعدون فيه
من أجل حبايبهم.
ولو حلم شخصي، فنفسي أقدم
حواديت للأطفال، أو برنامج لهم وحدهم
وبما إننا في رمضان اخبرينا آخيرًا بطقوسك في الشهر
الكريم؟
الزينة أول حاجة لازم تتعلق في البيت قبل رمضان بيومين على الأقل، وفي الأكل، هناك أكلات لا اتخلى عنها في الشهر مهما كانت بساطتها، كالملوخية مثلًا، في رمضان لها طعم تاني، وأحب جدا كفتة اللحم البانيه، أكثر الأكلات التي لا اقاومها وتذكرني جدًا برمضان، والشوربة من أساسيات المائدة أيضًا، أما الكنافة بالقشطة فهي ألذ حلويات رمضان بلا منافس، وبعيد عن الأكل، مازالت مرتبطة بصوت الشيخ محمد رفعت قبل الإفطار، ولمة العيلة على سفرة واحدة أجمل عادة.