"اللي عنده صنعه مايجعوش ولا يتعب" مثل قديم تضعه الست أم محمد وشقيقتها وأبنتها الصغرى، قاعدة في الحياة، فثلاثتهن يعملن ويكسبن المال من وراء صنع الخبز وإعداد العيش الفلاحى والفطير المشلتت والعيش الملدن وغيرها من المخبوزات الفلاحي اللذيذة، وقد قرر الثلاثة افتتاح مشروعهن الخاص.
في صحن البيت الفلاحي تجلس أم محمد هي وشقيقتها أم يوسف وابنتها الصغري ناهد كل صباح تحضرن الدقيق وتفردن العجين حول الفرن الطيني الصغير لصنع أشهى المخبوزات الفلاحي، وبعد ساعات قليلة يمتلئ المنزل كله برائحة الخبيز الشهية والتي اعتاد الناس شمها كل صباح من منزل أم محمد.
برعت أم محمد منذ الصغر ككل سيدات الريف في صنع المعجنات الريفية من خبز وفطير مشلتت وغيرها، ونقلت هذه الصنعة لابنتها الصغرى وعلمتها كل ما تعرفه عن المعجنات والمخبوزات الريفية، ولكن أم محمد كانت لها طريقتها الخاصة المميزة والتي دفعت الأصدقاء والجيران بأن يطلبوا من أم محمد صنع المخبوزات بنفسها في المناسبات والأعياد، ومن هنا جاءت فكرة مشروع عائلي خاص بأم محمد تشاركها فيه شقيقتها وإبنتها.
وتحكي أم محمد وتقول: "مع الظروف الصعبة التي نعيشها قررت عمل مشروع عن طريق عمل المخبوزات الفلاحي التي أبرع في صنعها، وقررت إشراك شقيقتي التي لا تختلف عني في الشطارة والبراعة في الصنع وأبنتي الصغرى لتحسين الدخل، وقمت بشراء فرن صغير وضعته في ساحة منزلي وأقوم بصنع المخبوزات لمن يطلبها".
وفي وقت صغير بدأ الأصدقاء والجيران والعملاء يتوافدون على أم محمد وشركاءها لطلب الفطير المشلتت والكعك والقراقيش والعيش الفلاحي والفطير بالسمن البلدي وغيرها.
ورغم أن الشريكات الثلاث بارعات في كل مرحلة من مراحل الخبيز، إلا أن كل منهن تفضل الاهتمام بمرحلة بعنيها، تهتم أم محمد السيدة الخمسينة بمرحلة تسوية العجين بالفرن، وابنتها ناهد التي تبلغ من العمر 35 عاما بالعجن، إما أم يوسف فتحب قص العجين وفرده في صاج الخبز.