"يا كحك العيد يا احنا يا بسكويت يا احنا"...أغنية تعبر عن مدى
الفرحة التي نشعر بها أثناء تحضير كحك وحلويات العيد وتعبر أيضا عن مدى ارتباطنا بطقوس
وعادات مرت عليها ألاف السنين ولكننا مازلنا نتمسك بها، في مثل هذا التوقيت من كل
عام تزدحم البيوت بالأحباب والأقارب المتجمعين وأمامهم الصاجات وماكينات البسكويت
والدقيق والسمن وغيرها من المكونات التي بها نتذوق أحلى طعم لكحك العيد، ولكن هل
تسائلت من قبل عن أصل الكحك؟ وكيف عرف العالم الكحك وما هو سر إرتباطه بالعيد؟
الحكاية بدأت من هنا!
ارتبطت صناعة الكحك في مصر بالأعياد والمناسبات، في العصر الطولوني
والفاطمي، حيث احتفل الفاطميون بالأعياد بصناعة الكحك، حيث شاع في العصر الفاطمي
طقس تخصص به المطبخ السلطاني، وهو توزيع الكحك على العامة مع النقود الذهبية داخل صواني الكعك كنوع من إدخال
السرور على العامة، وكذلك حشو الكعك بالدينارات، ثم ابتكروا حشوات أخرى.
كان وراء ظهور هذا الطقس لأول مرة حين شح إنتاج مصر من القمح والسكر، وعانى
الناس من أيام صعبة، وحين انفرجت الظروف وزادت انتاجية القمح، قرر الخليفة الفاطمي
آنذاك بصنع الكحك وتوزيعه على العامة، وتزامن هذا الطقس مع بداية العيد ثم ساد
الطقس وارتبط بالعيد، وحتى هذه الأيام في بعض الأماكن في مصر يتم تقديم الكحك مع عملات معدنية كتميمة للحظ وسعة الرزق،
وترحيبًا بالضيوف الذين يتناولونه.
كحك العيد على جدران المعابد!
ومن أبرز الشواهد على أن صناعة الكحك صناعة مصرية قديمة منذ ما قبل
التاريخ، فإن هناك صورا مفصلة لصناعة كعك العيد في مقابر طيبة ومنف، من بينها ما
صُور على جدران مقبرة الوزير رخمي رع، من الأسرة الثامنة عشرة، وتشرح تلك المناظر
كيف كانت تتم صناعة الكحك آنذاك، حيث لم تختلف صناعة الكحك آنذاك عنها في عصرنا
الحديث، فقد كانوا يستخدمون نفس المكونات التي تستخدم حاليًا في صناعة الكحك،
ويقومون بتشكيل العجين بأشكال مختلفة، ويحشونه بحشوات متباينة طيبة المذاق. وكانوا
يتقنون تشكيله بمختلف الأشكال الهندسية والزخرفية، كما كان البعض يصنعونه أيضًا
على شكل حيوانات أو أوراق الشجر وغيرها، وكانوا يرسمون على الكحك أيضًا صورة الإله
رع، على شكل قرص الشمس.
عادة انتشرت وأصبحت من طقوس الاحتفال!
وظلت هذه العادة تنتشر لتدخل فى البيوت المصرية ويتجمع الأهالى لإعداد كحك
العيد، ومع مرور السنوات أصبح الكحك الجاهز هو وسيلة الكثير من الأسر المصرية حرصا
على الوقت والمجهود فى صناعته، إلا أن وجود الكحك فى العيد سواء مصنوع بالمنزل أو
جاهزا عادة لا غنى عنها عند المصريين.
