ادخل إلى أي محطة وقود أو بقالة آيسلندية وستجد ما لا يقل عن 75% من الحلوى تحتوي على العرقسوس الأسود، مساحيق العرقسوس، علكة العرقسوس المغطاة بالشوكولاتة، الزبيب المغطى بالعرقسوس، صلصات العرقسوس السميكة التي تشبه الحمم البركانية، الكامنة خلف الزجاج في محلات الآيس كريم المحلية، ولكن ما السر وراء انتشار العرقسوس بهذه الطريقة؟، هذا ما سنتعرف عليه في Food Today.
انتشار العرقسوس في آيسلندا
بحسب موقع Insider يمكنك تناول العرقسوس مع صلصته الصلبة، إذا كان هذا هو الشيء الذي تفضله، في حين أن هذا المشروب له عشاق في جميع دول الشمال (توجد مهرجانات له أيضًا)، فقد صنعت آيسلندا اسمًا لنفسها لمزج العرقسوس مع الشوكولاتة، و استهلاكه بكميات من شأنها أن تبقي طبيب الأسنان مستيقظًا في الليل، ولكن كيف انتهى الأمر بهذه الأشياء السوداء الغريبة في كل قطعة حلوى تقريبًا في أرض النار والجليد؟، تعود جذور انتشار هذه النبتة إلى أحداث وبائية وبستانية واقتصادية وعلى رأسها مناخ أكثر ملاءمة للأنهار الجليدية من البشر، وعقود من القيود على واردات الحلوى.
العرقسوس الآيسلندي
هذه المستحلبات الصغيرة محبوبة جدًا في أيسلند، وكان المستوطنون الأوائل الذين وصلوا إلى شواطئ آيسلندا من الاسكندنافيين، ولم يكن لديهم خبرة في الطقس البارد، ولكنهم سرعان ما تعلموا أنه حتى المحاصيل الشتوية القاسية بالكاد يمكن أن تترسخ في التربة البركانية والمياه الكبريتية والشتاء الطويل، وكان من الصعب زراعة الحبوب، ولذلك تم التخلي عنها تمامًا خلال "العصر الجليدي الصغير" الذي بدأ في القرن الرابع عشر.
العرقسوس بديلاً للسكر في آيسلندا
وواجه الآيسلنديون صعوبة في زراعة الكربوهيدرات، فأخذوا الخبز وحصاد الطحالب والأعشاب البحرية لتعويض ندرة النشا، ولم يكن العرقسوس بحاجة إلى الإزهار ليكون قابلاً للحياة - الجزء الصالح للأكل هو الجذر، الذي يحتوي على مركب أحلى بحوالي 30-50 مرة من السكروز، وبدلاً من أنواع السكر الأخرى، بدأت هذه النكهة تسود في الأجواء الباردة في شمال أوروبا، واعتمد الآيسلنديون أيضًا على نكهتها القوية لإشباع رغباتهم الشديدة.
العرقسوس في الصيدليات
واعتمد الصيادلة الآيسلنديون على العرقسوس لعدة قرون لمكافحة أمراض الجهاز التنفسي التي تصيب بشكل متكرر سكان المنطقة شبه القطبية، وأضافه الصيادلة إلى أقراص ومستحلبات السعال المصممة خصيصًا لهم وقدموها للجميع من الأطفال المرضى إلى الصيادين، وهي ممارسة استمرت حتى القرن العشرين، وكانت الحلويات الوحيدة التي ستجدها في الصيدلية الآيسلندية عبارة عن أقراص سكر العنب بنكهة الفاكهة والعرقسوس، والتي كانت عبارة عن قشور عرقسوس كثيفة بنكهة العرقسوس المركزة.
العرقسوس في الحرب العالمية
بين عام 1814 والحرب العالمية الأولى، كانت آيسلندا تحت السيطرة الدنماركية وكانت عملتها مرتبطة بالكرونة الدنماركية، وتمكنت آيسلندا من شراء بعض الحلويات المستوردة خلال هذا الوقت، وتضاعف اختيارهم من العرقسوس، وبعد الحرب العالمية الأولى، حصلت آيسلندا على استقلالها عن الدنمارك، وحررت عملتها وبالتالي قلت قدرتها الشرائية؛ فاضطروا بعد عقود طويلة إلى زراعة العرقسوس وصناعته محليا.
