"اشتغلت وياه وحبينا بعض
وأتجوزنا"...بهذه الجملة بدأت أمل أو الحاجة كما يطلق عليها في الحي حديثها
عن قصة حبها لفارس التي تمتد إلى 40 عام وعن كفاحهما سويا، بمجرد أن توجنا لهما داخل المحل الصغير الذي
يحمل إسم سندوتشات الحاجة في منطقة وسط البلد، ستشاهدهما من بعيد يقفان في ضهر
بعضهما البعض، كأنهما متكأين على بعضهما، هو يقوم بتقطيع العيش الفينو وهي تقوم
بتعبأة السجق والكبدة داخل السندوتشات لتعطي الزبائن الواقفين بالطوابير على المحل
لتناول أحلى سندوتشات كبدة وسجق في المنطقة.
الحب مولع في الدرة والكبدة كمان!
حتى وإن كنت لا تعرف أن أمل وفارس ورائهما قصة حب كبيرة، ستلمس ذلك بمجرد
النظر في أعينهم وكأنهما يتحدثان عن طريق لغة العين ويفهمان جيدا ماذا يريد كل
منهما من الأخر، كاميرا Food Today سجلت هذه اللحظات ودخلت في الكواليس لمعرفة تفاصيل قصة حب أمل وفارس التي دامت 40
عاما، ومازال الود يحكم هذه العلاقة، أمل تقول أنها كانت تعمل في محل والد فارس
زوجها ومن هنا نشأت العلاقة بينهما وبعد وقوعهما في الحب قررا أن يتزوجا ليتوجان
هذه العلاقة.
طموح وكفاح
رغم أن حياتهما كانت عبارة عن كفاح للعيش في مستوى مقبول إلا أن هذا لم
يمنع أمل من إستكمال تعليمها وقدمت في كلية الحقوق تعليم مفتوح وكانت زميلة
لأبنائها الذين درسوا في نفس الكلية، وتتذكر أمل لحظات كفاحها مع فارس وتقول أنها
كانت تمسح المحل وتحضر جميع التجهيزات تشتري البضاعة ولم يمنعها ذلك من إهتمامها
بأسرتها ودورها كأم، وتقول أن أهم شيء في نجاح علاقتها بالحاج فارس هو التفاهم
لذلك نادرا ما يحدث بينهما خلاف طوال عشرتهما التي وصفتها بالطيبة.
35 سنة شقى وحب
يتحدث الحاج فارس عن علاقته بالحاجة وقال أنه يتذكر تاريخ زواجهما الذي كان
عام 1986 ويقول أن من بداية زواجهما وهما قررا أن يمشيان الطريق سويا، ويوميا
يستيقظان في السابعة صباحا يشترون البضاعة ويتشاركون كل المسؤولية سويا، ويقول
ضاحكا "حتى التتبيلة بتاعت الكبدة والسجق بنعملها سوا"، ويصف فارس الحاجة
بأنه سنده في الحياة ولولاها لما كان وصل لما هو عليه الأن، وعن ما يبيعان في
المحل يقول جميع أنواع السندوتشات كبدة وسجق وبانيه وبلوبيف بالبيض وبطاطس والناس
تعشق أكلاتهم لأنها مصنوعة بحب وإهتمام.
