البقلاوة أصلها إيه.. تركي وله يوناني! أصل غامض لأشهر الحلويات الشرقية

البقلاوة هي مثال  حي على براعة الإنسان في تطوير الطعام الذي لا يغذي الجسم فحسب، بل يجلب السعادة للعقل والروح أيضًا، وهناك أكثر من رواية لظهور البقلاوة وأصلها، هناك من ينسبها لزوجة الملك محمد الرابع التركي وهناك من ينسبها لليونان القديمة، تعالوا لنعرف أصل البقلاوة.

تقول الرواية الأولى أن العالم فقد عرفها من المطبخ التركي في عهد الملك محمد الرابع، حيث قررت زوجته "رابعة كلنوش سلطان" التي كانت تحبه كثيرًا، وتعرف مدى حبه للطعام، بابتكار نوع جديد من الحلوى ذو المذاق المميز، فقامت بعمل رقائق من الدقيق، وصنعته من طبقات محشوة بالمكسرات ثم وضعت فوقه العسل، وقامت بتسويته في الفرن، وحين تذوق الملك المحب هذه الحلوى أعجبته كثيرًا وأطلق عليها اسم بقلافة والتي تحرفت بعد ذلك إلى بقلاوة، وهي اشتقاق لكلمة بقوليات، حيث تحتوى على الكثير من البقوليات.

 وتم تطويره في مطابخ الإمبراطورية باسطنبول، وكانت تقدم كل 15 من شهر رمضان في موكب احتفالي بتركيا يسمى البقلاوة علي.

وتوجد أقدم وصفة  لطبق يشبة البقلاوة كانت في القرن الثاني قبل الميلاد في العصر الروماني، وهي فطيرة رقيقة الطبقات مغطاة بالعسل ومحشوة  بجوز الهند.

توجد أيضًا بعض أوجه التشابه بين البقلاوة والحلويات اليونانية القديمة، ومع ذلك فإن الوصفة القديمة كانت تحشو بالمكسرات والعسل، مع طبقة علوية وسفلية من العسل والسمسم المطحون شبيهة بالحلاوة الطحينية.

يُنظر إلى البقلاوة في اليونان كطبق خاص وتراثي مخصص للمناسبات ، تعتبر البقلاوة من أهم الحلويات التي يتم تقديمها في الأعراس منذ عام 1650، لذا ينسبها بعض المؤرخين في أصلها لليونان.

وفي لأوروبا يتم تقديم البقلاوة في الاحتفالات المسيحية مثل عيد الميلاد، وفي عيد الفصح، ويتم صنعها من 40 ورقة من الجلاش، التي ترمز إلى الـ40 يومًا من الصوم الكبير الذي يصوموا المسحين.

وأحيانًا تصنع من 33 ورقة، في إشارة إلى سنوات حياة المسيح الـ33.

تعد البقلاوة اليوم نموذجًا لمطابخ بلاد الشام والشرق الأوسط الأوسع ، جنبًا إلى جنب مع اليونان وجنوب القوقاز والبلقان والمغرب العربي وآسيا الوسطى.

تشتهر مدينة غازي عنتاب في جنوب شرق تركيا بقلاوة الفستق الحلبي، وقد حاولت تركيا في كسر الرقم القياسي في قمة فن الطهو التي أقامت في أنقرة 2018، وكانت تزن 513 كجم.