للأكل مكانة تختلف من مكان لأخر، فمنها الأطباق التي تمثل مناسبة ما، ومنها ما تمثل دولة بعينها، وفي مصر تتباين نوعية الطعام التي تعبر عن كل منطقة، فتمتاز مصر القديمة بلحمة الرأس والممبار وغيرها، وتشتهر الإسكندرية بالسمك المشوي، وأهالي سيناء بطعام سيناوي يعبر عن شخصيتها، ويشتهر جنوب مصر بحبه للحوم الحمراء، حيث لها طقوس مهمة، وطرق متعددة في إعدادها ويوم مخصص لأكل اللحم في الأسبوع وغيرها من العادات التي ترتبط باللحم في صعيد مصر بشكل خاص، نحكي لكم هنا قصة اللحوم في حياة الصعايدة.
ممنوع تقديم أي نوع لحوم للضيوف
بسبب اعتزاز أهالي الصعيد للحم وتقديرهم له، فأنه من العيب تقديم أي نوع من أنواع اللحم سواء كان سمك أو طيور سوى اللحم الأحمر للضيوف، وإلا فهي إهانة كبير ولا تعد علامة ترحيب بالضيف على الوجه الأمثل.
أيام معينة لطبخ اللحم
في كتاب طبيخ الصعايدة للكاتب والشاعر درويش الأسيوطي، يتحدث فيها الكاتب عن طقوس اللحوم في صعيد مصر، ويقول الكاتب إنه من المتعارف عليه أن سوق المدينة أو القرية يكون يوم واحد في الأسبوع، ويختلف هذا اليوم باختلاف المنطقة، قد يكون يوم الخميس في بلدة، ويوم الثلاثاء في أخرى، وهو اليوم التي تطهي فيه اللحوم بجانب أكلات أخرى، كالمحشي أو الفتة أو غيرها من الأكلات، وطيلة الأسبوع يكون الطعام "قرديحي" والقرديحي في الصعيد يعني طبخ الطيور من الحمام أو الدجاج، التي تعد من الأكلات المنتشرة والموجودة في أي وقت لأن أغلب الأسر هناك تربي هذه الطيور بنفسها.
أكلات بجانب اللحم لن تجدها إلا في الصعيد
تتفنن ربات المنزل في الصعيد بصنع الأكلات التي لن تجدها على أي مائدة مصرية في أي مكان أخر ومن هذه الأكلات هي:
- الشلولو
لن تسمع أبدًا مثل هذا الأسم لطبق، سوى في صعيد مصر الجميل، عبارة عن ملوخية يجرى طهيها دون نار، فهي تصنع عن طريق مزج الملوخية مع الماء أو مرق اللحم البارد والبصل والثوم المفروم، ولا تقدم سوى بجانب اللحم الضأن.
-السخينة
هي أكلة قديمة صعيدية أبًا عن جد! وهي عبارة عن الزبد مع العيش الساخن ومرق اللحم، وتمسى هذه الأكلة باسم طبق العز.
-السليقة
وأخيرًا السليقة وهو عبارة عن فطير باللحمة مع المرق، وتسمى هذه الأكلة أيضَا المرق هى عبسم السليقة.