leftlogo

استخدمه المصريون في التحنيط والرومان للعلاج من السموم.. تاريخ الزعتر المقدس

A A A
الزعتر
حكاية الزعتر
الزعتر أحد أهم الأعشاب العطرية الموجودة في أي مطبخ حول العالم، وتعود زراعته الأولى إلى جزيرة صقلية الإيطالية من مئات السنين، لكن بحسب المراجع قد يكون استخدامه وزراعته يعود إلى أبعد من هذا بكثير، فقد كان للزعتر مكانة كبيرة في كثير من المجتمعات والحضارات، حتى أن المصريين القدماء استخدموا في عملية التحنيط وكبخور للمعابد الدينية وأشياء أخرى، وفي السطور التالية نتعرف على قصة أقدم عشب عطري عرفه الإنسان.

الزعتر في مصر القديمة

وفقًا الإشارات التاريخية القديمة استخدم الفراعنة زيت الزعتر كمطهر لمنازلهم لطرد الأرواح الشريرة وحمايتهم من الأمراض، وبسبب رائحته القوية كان الزعتر جزء من المكونات التي دخلت في عملية التحنيط، حتى أن علماء الآثار وجدوا أثره في مقابر الملوك، ووجدوا كلمات منقوشة في قبر الملك توت عنخ أمون تتحدث عن أهمية عشبة الزعتر في طرد الأشرار واللصوص من مقبرته، وهذا دلالة على مدى أهميته في مصر الفرعونية.

الزعتر والإغريق

أما الإغريق القدامى، فقد اعتبروا نبتة الزعتر مصدرا الشجاعة، وقاموا بإحراقها على أبواب المنازل والمعابد كنوع من تخويف الأعداء، واستخدمها الملوك في حماماتهم كنوع من المعطر والبخور العطري المريح للأعصاب.

الزعتر في الدولة الرومانية

في العصر الروماني القديم، كان له استخدامات مختلفة، حيث اعتبر الزعتر مطهر من السموم، وهناك اعتقاد روماني سائد يقول بأن تناول الزعتر قبل أي وجبة يحمي من السموم، وقيل بأن الاستحمام في حوض ماء دافئ مليء بنبته الزعتر قد توقف أثر السم بعد تناوله عن غير قصد، وهذا الاعتقاد جعل الملوك يقدسون الزعتر ويزرعونها بشكل خاص في حدائق قصورهم.

الزعتر في أوروبا قديمًا

لا يختلف الأمر من روما لأوروبا في العصور الوسطى، فقد كان الأوروبيون يستخدمون الزعتر لتنقية غرفهم وتعطيرها، وأضافوه إلى العصائر والجبن والمشروبات الروحية لإضفاء مذاق عطري مميز، كما وضعوا نبتة الزعتر تحت الوسائد لنوم هادئ خالي من الكوابيس ومساعدتهم على النوم الهاديء، وأثناء الحروب  كانت الناس يقدمون الزعتر للجنود والمحاربين لاعتقادهم بأن الزعتر يجلب الحظ الحسن والشجاعة لمن يملكه. 
وأثناء الموت الأسود أو الطاعون الذي انتشر في أوروبا بالعصور الوسطى، كان يُعتقد أن زيت  الزعتر، يحمي من العدوى ويستخدم لعلاج الالتهابات الجلدية التي يسببها مرض الطاعون، بسبب خصائصة المضادة للبكتيريا؛ كما تم استخدام الزعتر لحفظ الطعام.
كما وضعوا الزعتر داخل توابيت الموتى، باعتباره من المفترض أن يضمن لهم العبور إلى الحياة التالية.

advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022