leftlogo

"طب الجرة على تمها".. في مصر وبلاد الشام

إيه علاقة الأمومة بالفول؟!.. اعرف أصل المثل "اقلب القدرة على فُمها"

A A A
فول مدمس
أم وابنتها

دومًا تعبر الأمثال الشعبية عن حالات مختلفة ومواقف نتعرض لها، فنجد أمثال تتحدث عن الصداقة أو الغدر أو حتى الأكل، وأحد هذه الأمثال هو مثلنا اليوم الشهير "اقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها".


ويقال هذا المثل عندما يجد الشخص أن الابنة تشبه في تصرفاتها تصرفات أمها، أو تشبهها في الطباع، اللافت أن هذا المثل لا يقال في مصر فقط وإنما في عديد من دول الشام في سوريا وفلسطين لكن باختلاف بعض الكلمات، فمثلا يقال في بلاد الشام «طب الجرة على تمها.. تطلع البنت لأمها».

لكن ما أصل هذا المثل ومتى قيل لأول مرة؟!



يقول بعض المؤرخين، إن المثل يعود للعصر العثماني، ويقال إن هناك روايتين خلف هذا المثل، الأولى إنه كانت الأمهات ينشرن الغسيل على السطوح، والذي كان محرما وجود البنات الصغيرات فيه.


فإذا احتاجت الأم ابنتها في شيء لم تكن تناديها حتى لا يسمع أحد صوتها، ولا يعرف اسم البنت، بل كانت تقلب قِدرَة ـ مخصصة لهذا الغرض ـ على فمها فتحدث صوتا معينا تعرفه البنت فتطلع إلى أمها على السطوح لتلبية طلبها.

 

أما الرواية الثانية فتتحدث عن أنه كان هناك صانع "قدر الفول" وكان يستعين بزوجته عادة في حمل ونقل منتجاته، فكانت توقع بعضها وتحطمه، وحين تكررت فعلتها ضاق بها وطلقها، واستعان بابنته فأوقعت القدر بدورها وحطمت بعضها، فقال الرجل «اكفي القدرة على فمها تطلع البنت لأمها»، لتشابه تصرفهما.

القصة المتداولة عن أصله في بلاد الشام



أما في التراث الشعبي الفلسطيني وحيث يقال المثل: "طب الجرة على تمها.. تطلع البنت لأمها"، فيقال: إن هناك قصة أخرى خلفه، يحكى أنّه كان هناك امرأة تعمل كل يوم على ملء قدر الماء من النهر لاستخدامها في إعداد الطعام؛ لكن لسوء حظها كانت تحمل أكثر من جرة "قدر" مملؤة بالمياه، وغالباً ما تتعثر بها أثناء عودتها إلى البيت لتعود مرة أخرى للساقية لملئها من جديد، الأمر الذي كان يجعلها تتأخر على جلب الماء إلى المنزل، وهو الأمر الذي كانت تعيّرها به والدة زوجها، فهي دائماً ما تعود متأخرة ومع القليل من الماء.


وحتى تغيظ الزوجة، طلب والدة الزوج من حفيدتها الشديدة الجمال ملء الماء بدلا من أمها، وبالفعل هذا ما فعلته البنت، وملأت الجرة من النبع، ولكن عند عودتها تعثرت في الطريق التي تتعثر بها أمها، فانكسرت الجرة وفقدت الماء وعادت الفتاة باكيةً بسبب تعثرها، فقالت الجدة وهي تندب حظها "طبّ الجرة على تمها تطلع البنت لأمها".

advertisement

All rights reserved. food today eg © 2022