تمسك بيدها الساطور لا تلتفت يمين ولا يسار تركز فقط فيما بين يديها لأن
الغلطة بفورة، الحاجة تقوى أشهر جزارة في إمبابة وتحديدا في عزبة الصعايدة، تجيب
عن الأسئلة الصعبة الخاصة بمهنة الجزارة، وبمناسبة الأسبوع العالمي للجزارة أرادنا
أن نعرف كواليس هذه المهنة الصعبة التي لطالما كان الدخول في كواليسها أمرا صعب، خاصة
لو كانت سيدة هي التي تمتهنها، الحاجة تقوى تتحدث لـFood Today ..
المهنة صعبة بس الظروف كانت أصعب:
رغم ملامح الشقى التي تكونت على وجهها ولكن الحاجة تقوى تتمتع بقوة وصلابة
غريبة تلمحها في نظرة عينيها وصوتها وبدأت حديثها أنها عملت في مهنة الجزارة من
اجل مساعدة زوجها على مصاريف المنزل، ولتستطيع أن تصرف على أبناءها وتؤكد أن رغم
صعوبة المهنة إلا أن ظروف الحياة أصعب وإن لم تقهرها تقهرك وهذا ما كانت تخشى منه
على أبناءها، تقوى تتابع حديثها، "والدتي كانت جزارة، وأنا كنت موظفة لمدة 15 سنة في شركة مقاولات، وشغالة سكرتيرة تنفيذية"، وتقول ضاحكة "كنت حلوة
وأنا صغيرة، لكن بهدلة الشغل والشقى غيروا ملامحي، كنت بعمل مناقصات من الألف
للياء، واشتغلت مهنة أبويا وأمي بعد وفاتهم".
أصعب ما تقابله في المهنة!
تقول الحاجة تقوى التي تعمل في مهنة الجزارة من أكثر من 35 سنة تقريبا أنها
في صباح كل يوم تجلب اللحوم من السلخانة وتعود
إلى محلها في إمبابة للبدء في بيع اللحوم، وتقابل الحاجة تقوى العديد من السخافات
من الشارع وتعليقات تؤثر فيها ولكنها أصبحت تتغافل عن ما يقال وعن أصعب لحظات
عملها في الجزارة تقول إنها تتذكر أول يوم لها في الجزارة "بدأت بفصل الكوارع
وتكسير الراس، وشوية شوية بدأت أروح السلخانات، أجيب البضاعة وأبيع مع والدتي.
وتواجه
تقوي عدة مخاطر فى هذه المهنة و التي تبدأ فى المدبح، فمن المرجح أن تصاب أثناء
ذبح العجول أو أثناء تقطيعها وغيرها من المخاطر، وتضيف "أصعب حاجه في مهنة
الجزارة انك توقع العجل وتدبحه" بس أنا مابقدرش أعمل كده لأنها عايزة قوة مش
عندي، أنا بقطع وشفي.
المهنة غيرت فيها كتير!
الحاجة تقوى تقول أنها تعلمت وحصلت على دبلوم معهد فني ولكنها بارعة في
اللغات لأنها تعلمتها في المدارس، ومشهورة بحديثها باللغة الإنجليزية مع الزبائن، وتؤكد
أن مهنة الجزارة مهنة صعبة لكن "بتقوي القلب"، وجعلتها أقوى وأشد وصلبة
أمام الصدمات، كما أنها أصبحت لا تقيس الأمور بعواطفها كما كانت من قبل لأن وقفة
الشارع أيضا غيرت منها الكثير وعلمتها أن لا تحكم على أحد من مظهره.
عيالها نور عنيها ومشروع عمرها!
الحاجة تقوى تتحدث بصوت يملأه الحنين والأمومة، وفجأة نبرتها تتغير بمجرد
أن تسألها عن علاقتها بأولادها وتقول أن لديها 3 منهم إسلام الكبير موظف وهدى
خريجة هندسة وضحى أخر العنقود في صنايع وتؤكد أنها تشقى عليهم وتحلم بحياة مريحة
وسعيدة لهم وبسؤالها عن إذا كانت تقبل أن يعملون في مهنة الجزارة رفضت رفضا شديد
وقالت "مش عايزاهم يتبهدلوا أنا متبهدلة عشانهم".