بأكلاته "المنغنغة"، وبعض الأفهات المميزة، استطاع الشيف عمر خلال وقت قياسي أن يحتلّ مكانة خاصّة في قلوب المشاهدين على مواقع التواصل
الاجتماعي، مكانة جعلت أكثر من 6 مليون شخص يتابعونه على فيس بوك فقط.
فطريقته الخاصّة في تقديم المحتوى، ولهجته
الشامية المميّزة، التي يحبها المصريين، ساهمت في سرعة انتشاره، خصوصًا أن
لكلّ طبخة قصّة عايشها سابقاً، يسردها لنا بطريقة مشوّقة وبخفة ظل. فشغفه بما يقوم به جعله اليوم واحد من أشهر
شيفات العالم العربي.
فكسب قلوب
ملايين الناس على مستوى الوطن العربي وليس في سوريا فحسب، بطريقة عرضه لطريقة
إعداد الأكلات ووصفات الطبخ بأسلوب خارج عن المألوف "أسلوب بيجوع"
والشعوب العربية شعوب أكيلة فعرف من أين تؤكل الكتف، فمن هو الشيف عمر؟ هذا ما سنعرفه
في Food Today
كيف بدأت الرحلة؟
لم يكن يخطر في
بال الشاب الدمشقي الثلاثيني "عمر" أن يصبح أشهر شيف سوري، وأن يكسب
محبة الناس ويدخل بيوت وقلوب الملايين في زمن قياسي حين قرر أن يقدم وصفات طبخ
متنوعة عبر قناته التي أطلقها على موقع "يوتيوب" قبل ثلاثة أعوام.
بدأ الشاب
الدمشقي "عمر أبو لبدة" – 31 سنة - المعروف باسم "الشيف عمر"
مسيرته في هذا المجال منذ أن كان في العاشرة من عمره، حيث كان يساعد والدته في
أعمال المنزل ومنها إعداد الطعام، ونظراً أن معظم السوريين يدخلون سوق العمل في سن
مبكرة خلال العطلة المدرسية في الصيف، اختار "الشيف عمر" أن يعمل بأحد
المطاعم في دمشق
نقلة جديدة في
تركيا
من هناك بدأت
مسيرته في تعلم فنون الطبخ تدريجياً، ونتيجة الأوضاع التي مرت بها سوريا خلال
السنوات الماضية اضطر “الشيف عمر” للسفر خارج البلاد، إلى أن وصل إلى تركيا، وبعد وصوله إلى
تركيا، استقر في مدينة اسطنبول ودرس هناك فنون الطهي لمدة عامين، بالإضافة إلى
تلقيه تدريباً في المطاعم التركية، فقرر بعد ذلك إنشاء قناة على موقع “يوتيوب”
لتقديم وصفات لبعض المأكولات والأطباق. التي يتابعه عليها إلى الآن أكثر من 2
مليون متابع.
أكله بيجوع
يقول الكثير من
المتابعين للوصفات التي يقدمها “الشيف عمر” إنهم يشعرون بالجوع بمجرد رؤيتهم له
وسماعهم لصوته، حيث ارتبط اسمه وظهوره بالأكلات الشهية التي تجعل أي متابع
لفيديوهاته متشوقاً لتجربة الوصفات وتذوق اللقمة الطيبة.
يقدم “الشيف
عمر” وصفات لمأكولات سورية وعربية وتركية سواءً كانت مقبلات أو أكلات رئيسية أو
حلويات، بالإضافة إلى بعض المشروبات المعروفة، لكن أكثر ما يميزه هو استخدامه
للهجة الشامية المحببة لدى الشعوب العربية، فضلاً عن عرضه للوصفات بأسلوب لطيف
بالتقديم والكلام.
التميز في البدائل
بحسب متابعي
“الشيف عمر” فإن من أكثر ما يميزه هو تقديمه للوصفات بشكل يتناسب مع الإمكانية
المادية لمتابعيه حيث يصر على وضع لمساته الخاصة، بالإضافة إلى
تقديم الوصفة بأكثر من طريقة مع ذكر البدائل لبعض المكونات، وذلك تقديراً منه
للأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها البعض في كل البلاد العربية وخصوصًا بلده سوريا.
كلمات شهيرة وتبرع دائم
يشتهر الشيف
بكلمة أبو راتب وهي كلمة سورية متداولة تعني الشخص الذي يقدم عمله بطريقة (مرتبة)
أي لائقة، وبجملة (الله يباركلو) وهي أيضًا جملة سورية يستخدمها السوريون بكثرة
خاصة في الحديث عن الطعام الشهي.
وحسب عشرات الاخبار المنشورة عن
الشيف عمر ومن خلال متابعته على صفحته
الخاصة، فإنه ليس فقط حكواتياً وطبّاخاً ماهراً، بل يقوم
شهرياً بحملات خيريّة لمصلحة أولاد بلده، بعدما اجتمع على محبّته الكثير من النّاس.
ما سر نجاحه؟
يقول الشيف عمر في إحدى حوارته عن سر نجاحه: " الشخصية المتعارف عليها لدى الطّهاة -
عامة - جدّية، لذلك قمنا بثورة جديدة في عالم الطّبخ والتّقديم، وأضفنا الفكاهة،
وشدّدنا على البساطة، ووضعنا الناس في المقام الأوّل، وتعاملنا معهم كأنّهم معنا
في الغرقة نفسها، لنُجيبهم عن الأسئلة التي نعلم أنّها ستأتي على بالهم لو كانوا
حاضرين معنا، بالإضافة إلى الحماسة التي أقدّمها للنّاس لتطبيق الوصفة".
الستات بتطبخ بالبركة
السؤال الذي يُطرح بكثرة اليوم
حول الأبرع في الطبخ، أهو الرجل أم المرأة؟ في الحقيقة كان جواب عمر مقنع للغاية،
حين قال: "إذا سُئل أيّ شيف هذا السؤال فسينسب حبّه للطبخ وتشجيعه إلى
والدته، فالمرأة أساس في المطبخ، والفضل يرجع إليها، مضيفاً أنّ الشّيف الرّجل
أقدر من المرأة، ويتحمّل ضغطاً أكثر قد يصل إلى ساعات طويلة، بعكس المرأة المعروفة
بمقولتها الشهيرة "بدّي هجّ" من المطبخ. لكن - طبعاً - ذلك يعود إلى
الضغوط والتزامها بأعمال أخرى في المنزل، كما يكمن الاختلاف باستخدام المقادير؛
فالرجل يشدّد على اتّباع مقادير، أمّا المرأة أو أمهاتنا عامّة فيعتمدن نظرهنّ أي
عالبركة".
الإقامة الذهبية بالإمارات
انضم الشيف عمر إلى الشخصيات السورية
البارزة التي حصلت على الإقامة الذهبية الإمراتية، وتقدم الشيف من خلال مواقع
التواصل، بالشكر لهيئة الثقافة والفنون في دبي على دعمها للمبدعين، الذين اعتبروه
واحدًا منهم.
مثله الأعلى اجنبي
دائماً ما يكون
هناك شخص نتأثر به على الصعيد المهني، وبالنسبة إلى الشيف عمر أكثر من تأثر به هو
الشيف "جوردن رمزي" البريطانيّ، والحاصل على 16 نجمة نيشا، فبالرغم من سنّه إلا أنه متحمّس دائماً، ويقدّم
عمله باحتراف.