تأكل مهما تأكل من أفخم الأماكن وتتذوق أشهر الأطباق العالمية باستمتاع لا مثيل له، لكن يأتي هو بالتحديد ليجعلك غاية في السعادة والشبع دونًا عن غيره، واحد من أشهر الأكلات المصرية بلا منازع، بل وﺃﻛﺜﺮﻫﺎ ﺍﻧﺘﺸﺎﺭًﺍ، يزور مصر ملايين البشر كل سنة، يذكرون ﻧﻴﻠﻬﺎ ﻭﺍﻷﻫﺮﺍﻣﺎﺕ وأكلتها الأشهر "ﺍﻟﻜﺸﺮﻱ"، وكأن الكشري أكلة أصلها مصري أبًا عن جدًا، إلا أن الرحالة العربي الشهير ابن بطوطة كان له قولًا آخر سنطلعك عليه في Food Today.
من بضعة قروش إلى 20 جنيه ويزيد، تدرج ثمن أصغر طبق كشري
بعدة مراحل في مصر منذ 100 سنة وأكثر، وظل قويًا صامدًا شاهد على كل العصور وعلى
كل الطبقات الاجتماعية أيضًا. لكن من قال أن الكشري أصله مصري؟ التاريخ أثبت أن الكشري
ظهر للمرة الأولى في الهند بمكونات أقرب للموجودة حاليًا، فالبيئة الهندية كانت مليئة بمزارع الأرز والعدس، ومعروف أنهما مكونان تنتجهما البلدان
النهرية، مثل الهند ومصر.
ولكن عند
اندلاع الحرب العالمية الأولى في العام 1914، فرضت بريطانيا الحماية على مصر،
ووصلت قوات تُدعى "كومنولث" من إنجلترا وأستراليا والهند، وبالتالي
اختلط المصريين بالجنود الهنود من خلال عمليات البيع والشراء، التي انتشرت وقتها
لسنوات.
ومع
اختلاف الثقافات والطقوس في كل بلد عربي، اختلفت كذلك طريقة إعداد الكشري في
محافظات مصر والدول العربية، ففي الإسكندرية يُوضع العدس الأصفر بدلًا من العدس
البني؛ ليختلف شكله عن الكشري العادي ويصبح لونه أصفر ولا يضاف معه الصلصة، أما في
بلاد الشام فيسمى بـ"المجدّرة" ويُطبخ ويُقدم بالبرغل أو بالأرز، ومن
المعتاد تناوله مع اللبن الرائب، أما في العراق فيُطبخ بالأرز والعدس الأصفر
المجروش.
وبالعودة
لأصول الكشري الهندية، فإن كلمة كشرى مشتقه من اللغة السنسكريتية وتعنى أرز مع
اشياء أخرى، واللغة لسنسكريتية لغة قديمة في الهند كانت تستخدم في الطقوس الدينية. فعلى طريقة المسلسل المصري
الشهير "الحب وأشياء آخرى"، نحن أيضا ظللنا نحب الكشري أو الأرز وأشياءه
الأخرى.
All rights reserved. food today eg © 2022