لا تزال بعض الدول العربية محافظة على تقاليدها وعاداتها فيما يخص الطعام، ومع وجود شهر رمضان تبدو مظاهر هذه التقاليد في الأطعمة الشعبية والتراثية فلكل دولة عربية أطعمة تملأ سفرتها بها مع إطلاق مدفع الإفطار، وتعالوا نتعرف على عادات عدد من الدول العربية وأشهر أكلاتها في شهر رمضان.
المحشي في مصر
وتشتهر مصر بأكلات شرقية مميزة لا يستغني عنها المصريون في رمضان مثل المحشي بأنواعه: الكرنب، ورق العنب، الكوسة، الباذنجان، كذلك البط والدجاج المشوي والملوخية والرقاق باللحم المفروم والمكرونة بالبشاميل أما الحلويات فهي أم علي والبسبوسة والقطائف والكنافة والمهلبية.
الفتوش في لبنان
في لبنان تمتليء المائدة اللبنانية بصنع مختلفة من المأكولات اللبنانية التراثية الشهيرة في شهر رمضان ومنها "الفتوش" والشوربة والكبة النية والفتة والسمبوسك والمحاشي كما أن ورق العنب طبق اساسي للاحتفال بأول يوم العيد في طرابلس.
ويرجع طبق الفتوش إلى "آل فتوش" في لبنان، عام 1862 حين هرب عدد من المسيحيين من جبل لبنان، بعدما تعرضوا إلى مذابح، وتوجهوا إلى مدينة زحلة، فقدم لهم "آل فتوش" الكثير من الأطباق، لكنهم امتنعوا عن أكل الطيور لصيامهم، واكتفوا بأكل السلطة بالعيش، فقيل من أحد الحاضرين وهو يضحك "فتوش، شوف ضيوفك، عم ياكلوا السلطة بالخبز.. هيدي أكلة جديدة"، من ثم وجد "الفتوش" وانتشرت بالعديد من البلدان العربية.
المقلوبة في سوريا
ويتناول السوريون في رمضان طبق المقلوبة ويعد من أشهر الأكلات الرمضانية مع البامية وتعود المقلوبة إلى يوم فتح مدينة القدس على يد القائد صلاح الدين الايوبي، ودخوله وجنوده إليها، وحين قام أهل القدس بتقديم الطعام إلى صلاح الدين فسأل عن اسم هذه الاكلة، واصفاً إياها بـ"الأكلة المقلوبة" نسبة إلى عادة قلب الصواني، حين تقدم إلى الضيوف.
البريكة في تونس
ويأكل التونسيون البريكه التي تعد من أشهر الأكلات الرمضانية وهي تشبه السمبوسة، كما يتناولون أيضا الكمونية والكسكسي بالعلوش وعين سبنيورية، ومقرونة بالحوت، وسلاطة تونسية مشوية، والمشروبات مثل البسيسة، ويعود تاريخ البريكة إلى مدينة أثرية في شبه الجزيرة العربية، وكانت الميناء الوحيد على البحر الأحمر، قبل ميناء جدة، وكان أهلها من أغنى الناس لدرجة أن بيوتهم كانت مطلية بالذهب، وتعد هذه الأكلة من السمك الطازج.
البرياني في العراق
أما العراقيون فيتناولون أطعمة دسمة مثل القوزي والبرياني والدولمة والمشويات بمختلف انواعها ولحم بعجين وكبة الموصل والسلطات والعدس ملك الشوربات، والقيسي والفاصوليا، إلى جانب العصائر، التي هي الزبيب والليمون والبرتقال والتمر بالسمسم، أما عن أصل البرياني فعدد الروايات حوله، حيث قيل إنه يعود إلى فترة حكم المغول وكان يعتبر أكلة للفقراء وقال آخرون إن أصوله هندية.
الثريد في السعودية
ويتناول السعوديون التمر بأنواعه كما تعد الكبسة والمندي أشهر الأكلات على المائدة الرمضانية إضافة إلى القرصان والجريش والمطازيز والحنيني والشوربة وكذلك الفول العربي القلابة، بالإضافة للثريد على الطريقة الحجازية، والثريد هو خبز مغموس بالشوربة ويقدم مع اللحم في بعض المناطق ويقدم مع الأرز والصلصة.
كما يتناولون الحنيذ وهو أكلة تنتشر في العديد من المناطق السعودية ومنها المنطقة الجنوبية التي هي أساس هذه الوجبة، وتتكون تلك الأكلة من اللحم الضأن الأرز الكثير من التوابل مثل الزعفران والحبهان والكمون، إضافة إلى البصل الفلفل الحار الزبيب والبقدونس.
