أحمد التركي أول أخصائي تغذية رياضية «كفيف» في مصر: «الرحلة لم تكن سهلة»

النور مكانه في القلوب، لم تكن الأغنية التي تعلق بها أغلبنا بصوت مدحت صالح في الفيلم الذي أبدع في الزعيم عادل إمام في تجسيد دور الكفيف، حيث صارت الغنوة حالة ويقين للمكفوفين والمبصرين أيضًا، أن بإمكان الجميع أن ينجح مهما كان تخصصه ومهما كانت صعوبته، حتى لو كان الحلم أن تصبح لاعب كرة قدم، أو طباخًا ماهرًا.

أحمد تركي شاب كفيف لم يتجاوز عمره الـ22 عاما، طالب بإحدى كليات إدارة الأعمال شبعة اللغة الإنجليزية، نجح في أن يكون أول خبير تغذية غير مبصر في مصر، بعدما تحدى صعوبة إعاقته، للالتحاق بذلك المجال الذي عشقه قبل سنوات عديدة، بالـتأكيد الرحلة لم تكن سهلة، لكنها تستحق العناء بالقدر الذي جعلت الصحف العربية تحكي عنه، كما نفعل نحن الآن في Food Today.

"فاقد البصر وماعنديش مشكلة"

"اتولدت فاقد للبصر، بس دي حاجة خلتني اثبت للناس إني طبيعي ومعنديش مشكلة"، كلمات بسيطة عبر بها أحمد التركي عن فقدانه لبصره، وعدم وجود أيه مشكلة في حياته تعيقه عن الوصول إلى أحلامه، بل على العكس كانت له بمثابة دفعة للتعلم والتكيف في الحياة، حتي أصبح أول أخصائي تغذية رياضية غير مبصر في مصر.

كيف كانت البداية؟

بدأ أحمد منذ عام 2017 بالتخصص في مجال التغذية الرياضية، رغبة منه في تقديم نصائح إلي الشباب عن كيفية التغذية الصحيحة، والاهتمام بالأكل الصحي، ولكي يفعل ذلك بالنحو الذي يرضاه، حصل علي شهادة معتمدة لممارسة المهنة من الولايات المتحدة الأميركية، بعد دراسة 8 أشهر متواصلة وامتحان نجح فيه بثقة.

فيديوهات على مواقع التواصل

ولأن "أي  حاجة في الحياة أساسها الأكل"، قال "التركي" في حوارات سابقة له : "كان لازم أحافظ علي صحتي بالمحافظة علي الأكل"، فكانت هذه بداية اهتمام أحمد بتخصص التغذية، لينفرد بعدها بحصوله على الشهادة الدولية المعروفة مباشرة، بتقديم فيديوهات قصيرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، يقدم فيها معلومات عن التغذية إلى رواد السوشيال ميديا.

طفولة طبيعية لم تشعره بالاختلاف

حكى أحمد في أكثر من حوار عن طفولته، كيف أنه كان يعتمد على نفسه منذ الصغر في التعامل داخل المنزل ومع أصدقائه، ولم يشعره أحد بالاختلاف، وهذا ما عوده عليه والديه منذ الصغر، فنشأ معتمدًا على نفسه في كافة مجالات حياته دون الاعتماد على أحد، حتى في دخوله المطبخ، تعلم كل شيء فيه بنفسه، خصوصًا وأنه كان أحد اهتمامته منذ الطفولة، وكان يحب إعداد الوصفات بنفسه.

مهارات آخرى مع المطبخ

وإذا كان المطبخ والوصفات الصحية اهتمام أحمد الأول في حياته، فإنه يتمتع أيضًا بمهارة في لعب كرة القدم، التي اشترك من أجلها في عدة بطولات وحصل علي المركز الثاني فيها عام 2016 في مسابقة كأس مصر، ويعشق أيضا لعبها مع أصدقائه، كما أنه حريف "بلاي ستيشن" من كثرة حبه لكرة القدم.

السوشيال ميديا عينه التي رأى بها كل شيء

في الوقت الذي كانت مواقع التواصل هي وسيلته الأولى للانتشار ومعرفة الناس به، خلال الخمس سنوات الماضية، أصبحت السوشيال ميديا "عين" أحمد في العالم الافتراضي، التي يتواصل بها مع فئات المجتمع المختلفة، ورغم أن أغلب ما وجده كان دعم ساعده في الاستمرار، لكنه لم ينج من بعض المضايقات السلبية، كسؤال البعض عن كيفية استخدامه للسوشيال ميديا وقراءة التعليقات والتفاعل معها، أو كيف يصور فيديوهاته، لكن رده عليهم كان بقدر ثقته في نفسه واعتزازه بها، حين كان يقول لهم بعفوية "سايبين كل حاجة بعملها لوحدي في المطبخ والحياة، وازاي بعمل كل الرسيبيس دي لوحدي، ومركزين ازاي بصور الفيديو، وازاي بعمل تعليق على فيس بوك؟".

ورد عليهم أحمد، إنه يتواصل عن طريق تطبيق يتيح له قراءة التعليقات عن طريق الصوت، فيقوم أحمد بالضغط علي شاشة التليفون لإصدار صوت يعرفه ماذا يوجد بالتعليق أو معرفة الوقت.



حصل على شهادة معتمدة من الولايات المتحدة الأمريكية في التغذية الرياضية


واحد من فيديوهات أحمد التركي