نجحوا في لفت الانتباه منذ اختيارهم للاسم،
فمطعم يحمل عنوان "القاهرة 30" حتمًا سيجذب انتباهك، خاصة إذا كان
محاطًا بتصميم مميز يعطى للاسم رونقه القديم، ويذكرك بالفعل بقاهرة ذلك الزمن التي
نراها في الأفلام والصور تحت طبقة من اللونين الأبيض والأسود، ولكنها تظل جميلة
حتى بغياب الألوان.
قاهرة ذلك الزمن هي ما حاول أصحاب مطعم
"القاهرة 30" في المقطم، البحث عنها حتى وإن كان داخل علب التوابل، وبين
قطع الخضر المتناثرة في المطبخ، بحثوا عن رائحتها التي تتصاعد مع أبخرة الطواجن
الساخنة، والخضار المسبك بعناية مع قدور الدجاج واللحم، ومحشى البيوت المصرية
العامرة، وضعوا روح القاهرة القديمة في قائمة طعام غنية بما لذ وطاب من مطبخنا
المصري العزيز، وفتحوا أبوابهم لرحلة في القاهرة أيام زمان.
من أين نبدأ الأكل أم الروح؟
المكان يستحق اسمه منذ اللحظة الأولى، فإلى
جانب الاسم يمكنك رؤية روح القاهرة التراثية القديمة في كل التفاصيل من حولك،
بداية من الألوان، لقطع الإكسسوارات الصغيرة المحيطة بالطاولات، وحتى الصواني التي
يقدم بها الشاي لإضافة جو من النوستاليجا على التفاصيل الصغيرة.
اختاروا المقاعد الخشبية ذات الطراز القديم، الذي يعيدك إلى لقطات الأفراح في الثمانينيات ولكن بشكل جديد وعصري، مع طاولات خشبية ممتدة تصلح لاستيعاب الأعداد الكبيرة والأصدقاء والعائلات، كما يأتيك الطعام بشكل احتفالي
في صوانِ وأطباق ضخمة لتشعر برائحة الأكل الشرقى وتراه عينيك جيدًا قبل تذوقه.
أما عن الـ Menu..
منيو مطعم القاهرة
30 لا تقل إبهارًا عن التفاصيل السابق ذكرها، فهي وحدها كفيلة بتجويعك قبل طلب
الأوردر، وهو المطلوب تقريبًا، ترحب بك صفحات المنيو العامرة بجمل خاطفة مثل
" حمام وفراخ، محمر ومشمر"، ناهيك عن قائمة "لو لسه جعان"
التي تقترح عليك إضافات جانبية لا يعلم سوى الله من سيطلبها بعد تجربة هذه
الاختيارات.
طواجن الزمن الجميل بجد
أما عن الركن
الأكثر أهمية في قائمة القاهرة 30 وفي مطبخهم أيضًا، فهي الطواجن بالطبع، والطواجن
في مطبخ هذا المطعم لها ركن خاص في قلوب زبائنه، فماذا لو جربت طاجن اللحم بالبصل،
مع البهارات الحارة وتتبيلة اللحم الغارق في قطع البصل مع الصوص الذي يلف الطاجن
كقطعة فنية تجدها أمامك ساخنة.
أو ماذا إذا وقع
حظك مع طاجن اللحم بالفريك الذي يصعب نسيان حبكته، مع البهارات اللازمة واللحم
الطرى الذي يذوب في فمك قبل تذوقه.
في القاهرة 30
الحلو للحلوين
إذا كنت من
المحظوظين، وتمكنت من الإفلات من المعركة السابقة ووصلت بالفعل لقائمة الحلو، فانت
على موعد مع اختراع القاهرة 30 الخاص جدًا، "جلاش بالتفاح والكريمة مع الآيس
كريم"، بالطبع ليس مزيجًا سهلًا على العقل، أن تضع شرائح التفاح الأخضر
المقطع والمسلوق جيدًا في طبقة من الجلاش الغارق بالعسل، ثم تصدم كل ما سبق بكرة
من الآيس كريم المثلج من اختيارك لتصبح نهاية مثالية ليوم في مطعم القاهرة 30.
لو لم تستوعب المزيج السابق، يمكنك تجربة ما هو أكثر عجبًا، قطعة من الكنافة المحشوة بكمية لا بأس بها من مسحوق النوتيلا المحبب، تعتليها كرة آيس كريم الفانيليا المثلجة، ستراقبها تذوب على مهل فوق أطراف الكنافة المقرمشة من الخارج، لن تندم لحظة واحدة إن جربتها، ولكنك ستندم كثيرًا إن لم تغمس ملعقتك حالًا.