من قصر عابدين لـ «الست احسان».. حكاية مطعم الشيف حسن طباخ الملك فاروق

الثورة ضد الملك فاروق عام 1952 لم تؤثر علي الأوضاع السياسية فحسب، لكن أثرت علي الحياة الشخصية لدى العاملين في القصر الملكي بعدما وجدوا أنفسهم بدون وظيفة بعد سفر الملك إلى خارج البلاد ومن أبرز هذه الشخصيات هو الشيف حسن حسن.
الشيف حسن هو أحد طباخي الملك فاروق وكان ماهرا في إعداد الأكلات المفضلة لدى ملك مصر السابق حيث أن وصلت مهارته إلى معرفته مدى نضج الطعام من خلال استنشاق رائحة البخار دون أن يتذوق الطعام وكان أروع من يطبخ حساء خلاصة الطيور، الذي كان الطبق المفضل لدى الملك فاروق وهو عبارة عن أنواع مختلفة من الطيور، مثل البط، والأوز، والدجاج، والحمام، ويصنع حساء واحد منها جميعاً، بوصفة لا تعد إلا له خصيصاً.

اعتزل الشيف حسن الطبخ داخل القصور بعد سفر الملك فاروق بعدما رفض أن يعمل في أي مكان آخر خوفا من أن يقل مستواه المهني.
 
الشيف حسن لم ينسى حبه في المطبخ وعمره الذي قضاه بين جدران القصور الملكية يقدم وجباته للملوك وزعماء الدول، وقرر أن يفتح مطعم خاص به عام 1962 في حارة داخل حي السيدة زينب.

ويقدم هذا المطعم وجبات شعبية بجودة ملاكية حيث ان جميع الدواجن واللحوم المستخدمة لحوم و دواجن بلدي طازجة .

بعد وفاة الشيف حسن قررت ابنته إحسان استكمال مسيرة والدها الشيف حسن ورفضت أن تغلق المحل أو تبيعه وأصرت على السير على خطى حلم والدها، احتفظت إحسان بكل المعلومات الذي أعطاها لها والدها والتي لم تتضمن فقط وصفات الأكل لكن كانت تضم مجموعة من نصائح عن حسن معاملة الزبائن نفذتها وعلمتها لابنتها التي تساعدها في المحل. 
 
لقى المطعم قبولا شديدا من الناس داخل وخارج حي السيدة زينب وهذا بسبب الطعم المتميز للطعام لدرجة أن يأتيه زبائن من خارج مصر ويكرروا زيارتهم وتحلم إحسان بأن ينتشر المطعم بشكل أكبر وإنشاء فروع كثيرة له لتحقيق حلم والدها الشيف حسن.

يتميز المطعم بأسعاره الغير مرتفعة وبأصنافه المتعددة حيث يقدم المطعم جميع أنواع الخضار الطازج واللحوم و الأرز بطريقة .