الأكل البيتي المصري دائمًا كان الأقرب إلى
قلوبنا، مهما اختلفت الأطباق العالمية والأكل في مطاعم الـFast Food، دائمًا تجد نفسك تحن إلى الأكل البيتي من إيد ولدتك
أو جدتك في أجواء المنزل الدافة، ولتستمتع بالأكل
الشرقي من طواجن الملوخية والبامية، بجانب المحاشي والرقاق باللحمة والدجاج المشوي
والحمام المحشي والعديد من الأكلات المصرية الأخرى، كل ما عليك فعله هو الذهاب إلى منطقة وسك
البلد في أيام مختلفة لتجد منيو مختلف كل يوم في مطعمي "طبلية بلدي" و"فسحة
سمية".
طبلية بلدي
طبلية بلدي ليس فقط
مطعمًا في وسط البلد، إنما هو حالة خاصة من المطاعم التي تعتمد على المجهود
المبذول وطاقة الحب التي تدفع أصحابه للعمل، فالمطعم يقدم الأكل البيتي في وسط
البلد، وتحديدًا أمام المدرسة الألمانية بالقرب من شارع محمد محمود، وقد ظهر قبل
ذلك في مسلسل "نقل عام" بطولة الفنان محمود حميدة، وتُديره 4 فتيات
ويُقدمن كل يوم منيو جديد حتى يكون الأكل طازة وفريش باستمرار،
بالإضافة إلى الأجواء المنزلية القديمة، حيث
ستجد حولك قطع تراثية قديمة، مثل تليفون قديم، وبرواز صدأت جوانبه، وغيرها من
التفاصيل الصغيرة المتناثرة التي تعطى روحًا مختلفة للمكان.
الأكل في "طبلية بلدي"
الفكرة الأساسية في المطعم هي تغيير قائمة
الطعام بشكل يومي، بلشكل الذي يجعل الزبائن يختارون طلبات مختلفة كل يوم، تمامًا
مثل ما يحدث في المنزل الذي تقوم فيه الأم بطهي وجبة مختلفة كل يوم.
من هذه القائمة العامرة بالاختلافات، تطهو
الخالة "مديحة" في منتصف الأسبوع أكلات "سمك السويس"، وذلك
لأنها مقيمة بمحافظة السويس وتعرف أسرار المطبخ السويسي المتفرد في صناعة أصناف
السمك التي لا يعرفها أحد، أما من أيدي الأم يمكنك أن تأكل المحشي بكل أنواعه، وتجد
يوم أخر للفتة واللحمة بأنواعها، وبالطبع يوم خاص بالبط والحمام، إلى جانب أيام
المسقعة والمومبار التي تبهرك بها السيدات الخمس.
فسحة سمية
من يمتلك علاقة طيبة
بوسط البلد، حتماً يعرف أين تقع "فسحة سمية" وبمجرد معرفة موقع الفسحة
فحتماً يجب أن تعرف "سمية" شخصياً، فهي لا تسمح لزوارها بالبقاء على
قائمة الغرباء أكثر من 10 دقائق وربما أقل من ذلك، فهي من ستقابلك أولاً بدعابتها
اللاذعة دون أن تعرفك، قبل أن تستقبلك رائحة مأكولاتها الشهية التي يعرفها جيداً
كل من يمر بشارع بشارع هدي شعراوي، ومن زار سمية، ويعرف فسحتها جيداً سيعلم أنها
صاحبة نظام يخصها وحدها، وسيتأكد أيضاً أن من يزور سمية عليه أن ينهي طبقه بالكامل
فبالنسبة إليها "الأكل مش لعبة، وما ينفعش نرميه".
الأكل في "فسحة سمية"
أما أكثر ما تشتهر به
سمية فهو جدول أكلاتها الأسبوعي، فلكل يوم منيو مختلف بنوع مختلف من الأكلات، حتى
يكون أسبوعها مائدة متكاملة من المطابخ التي تجمع بينها سمية بحرفة فنية لا مثيل
لها في المطبخ، فإن ذهبت إلى سُمية يوم الثلاثاء ستجد طبق من أشهي الأطباق التي
اشتهرت بها، الفراخ المحمرة وطبق من أنواع مختلفة من المحشي، وبالتأكيد طبق
الملوخية الذي لن تحصل على مثيل له في أي مكان آخر، بجانب أيام الحمام المحشي
والبط بالبرتقال أو الرقاق باللحمة الذي لا يُقاوم من إيدي سمية.