بمجرد أن تطأ أقدامك بشارع طلعت حرب بمنطقة وسط البلد، ترى أعينك أحد أشهر المطاعم «جروبي»، وما أن تنظر إليه تجده مُقام على الطراز الفرنسي.. أسسه «جاكومو جروبي» ذو الأصول السويسرية في ثمانينات القرن الماضي بعد الحرب العالمية الأولى.
واعتمد جاكومو جروبي على تقديم القهوة والحلويات بطرق مُختلفة، وتقديم ما هو جديد، وبالفعل أصبح هذا المكان ليس فقط مقهى، بل هو مكانًا للحفلات الموسيقية والثقافية، ودعت "فاتن حمامة" ضيوفها للعشاء قائلة: "اتفضلوا العشا كله من جروبي".
كيف بدأ جروبي
بداية جروبي كانت فرعين أساسيين في شارع طلعت حرب وشارع عدلى، بمنطقة وسط البلد بالقاهرة، يقدم القهوة والحلويات وهناك مُتسع للحفلات الغنائية مع خدمة التوصيل إلى المنازل التي كانت وقتها ليست بالأمر السهل، وبدأت شهرته تزداد حتى أن الملك فاروق كان مُغرم بالقهوة والشكولاتة الخاصة بجروبي، كان أحيانًا يقصد المقهى ليتناول قهوته الصباحية، في فنجان صُنع خصيصًا له من الذهب، وكان يُهادى ملوك أوروبا بشكولاته جروبي المميزة التي نالت إعجابه ولم يكن لها مثيل، إلا في جروبي.
كم مرة سمعت عن آيس كريم " كيمو "
"كيمو" الذي حقق نجاحات مذهلة ومازال يكتسح الأسواق العربية وليست المصرية فقط حتي الآن، هو بالأصل فكرة وتنفيذ جروبي، ثم اشترت شركة Nestlé العلامة التجارية من جروبي الذي يُعد أول من أدخل الآيس كريم لمصر.
أصل الآيس كريم والكريم شانتيه والإكلير في مصر
المقهي تأسس على يد " جاكومو جروبي" الذي أحدث طفرة وقتها، فلم يكن يكتفي بالقهوة والحلويات المميزة، كان " جروبي" يقيم الحفلات الغنائية ويعرض عدد من الأفلام السينمائية في الحديقة الخاصة به، كما أن بعض أنواع الحلوى كـ"الكريم شانتيه" و "الميل في"، و"الإكلير"، كان جروبي أول من يقدمها في ذلك الوقت، تولّى ابنه " اكيلّي" إدارة جروبي وأسس أيضاً " كافيه الأمريكين" في منطقة وسط البلد ليستهدف الطبقات الغير قادرة علي الذهاب لجروبي، مثل الموظفين والطلبة، لكن أيضا لم تختفي اللمسة الجمالية والثقافية فكل من الأمريكين و جروبي حتي الآن من أعرق الكافيهات في وسط البلد، توفي أكيلّي ليقوم شقيقه مع ابن شقيقته بادارة الأعمال فترة من الوقت مُتبعين نفس الخُطي التى سار عليها المكان، إلى أن تم بيعه للشركة العربية للأغذية عام 1981 لترحل عائلة جروبي عن مصر ويظل الكافيه علامة من علامات القاهرة محتفظًا ببعض الأثاث القديم، لكن الجاردن الخاصة به تم تطويرها على الطراز الحديث.