للأكل اليمني عشاقه ومحبيه، وللحم المندي الطري فوق الأرز خاصة، فإن كنت تتوق لمذاق يذوب في فمك وتتساءل الآن أين عليك أن تذهب! ـ لا عليك؛ ما عليك إلا أن تستقل كوبري الجامعة وترتاد شارع المنيل الرئيسي، ستجد فورًا على يمينك مطعم "اليمن السعيد"، المكان الذي جلب المذاق العربي اليمني الأصيل إلى شوارع القاهرة، اركن سيارتك وإلى الداخل، فأنت على وشك تناول عشاء لن تنساه أبدًا.
الحياة بقى لونها مندي!
لن تجد شكل المطعم حين تدخله به أي شيء ملفت للانتباه ربما سوى بساطته وبساطة العمال فيه، قد تشعر أنك في الخمسينات لمجرد جلوسك على أحد الموائد، الشكل لا يوعد بأي شيء يذكر، ولكن ستتوالى عليك المفاجآت فور وصول الطعام على مائدتك.
دجاج مندي
ولعل المندي هو أول شيء يذكر حين نفكر في المطبخ اليمني، وهو بالفعل العنصر الأكثر تميزًا في قائمة طعام اليمن السعيد، وأبسط ما يمكنك أن تطلبه هناك هو إحدى وجبات الدجاج المندي، وإنها حقًا ستمتع حواسك بقوامها الطري وعصارتها مع التتبيلة التي تعطيها مذاق المندي اللاذع اللذيذ، وستشعر أنك تريد التهامها أكثر وأكثر، حتى أنك قد تفكر في أن تطلب وجبة أخرى، وقتها ستتخذ الحل المنطقي بحشو معدتك بالأرز المدفون فيه الدجاج، قد ترجع بظهرك لتلتصق في كرسيك من شدة المفاجأة، ستجد نفسك أمام أرز مبخر مبهر يذوب في فمك منبثقًا منه مذاقًا عربي أصيل سيسعد فمك للاستمتاع بكل حبة منه.
تيس مندي
وإن كنت في خضم الذهاب مع رفقة لا تترددوا في طلب تيس مندي كامل، هو العلامة المسجلة للمطبخ اليمني، واليمن السعيد لا تصنعه فقط بحرفة، بل أيضًا بحب، هو احتفال جماعي ستشاركون فيه في غرف الأرز وتقسيم أجزاء التيس فيما بينكم في وجبة ستذكرك بمقام المذاق العربي، لن تأكل فقط لتشبع، ولا حتى فقط لتستلذ، بل تجد نفسك تأكل كأنك تحتفل بالحياة في حد ذاتها.
فسح يابني للفحسة "فحسة غنمي"
وإن كنت من محبي الصلصة والصوص الكثيف والغموس بلا انتهاء من الخبز؛ فما عليك لتمارس لذتك إلا بطلب الفحسة الغنمية الأصيلة، هي كرنفال عربي من الصلصة واللحم المطبوخ على درجة حرارة عالية، حتى أنك قد تود لدس فمك كاملًا داخل الطبق، وفي هذه الحال، فقط عليك بطلب ترسانة كافية من الخبز الرطب الذي يحتويك بملمسه وطعمه، ومعه كرفيق لهذه الوجبة الفريدة ستسبح في يخني صعب أن تجد له مثيل، سيسيل لعابك وراء ابتسامتك العريضة.
هتطلب المعصوب بإرادتك مش مغصوب
وبعد الانتهاء من وجبتك الشهية ستجد أن الأسعار زهيدة للغاية وبسيطة بساطة المطبخ اليمني السعيد الذي يبرع في صناعة اللذة من أبسط السبل، وبالرغم من أن الكميات كبيرة ستجد نفسك راغبًا للمزيد من أجل المتعة لا الجوع، وقتها ما عليك إلا أن تكمل احتفالك بالتحلية بالمعصوب، الحلوى اليمنية الشهيرة والتي هي عبارة فطيرة من الموز واللبن والقشدة، ستدفئ قلبك وتدفن معدتك في قالب كريمي لبني سكري تطيب له الأنفس، وهو ما سيكون مسك الختام لعشاء مثالي وليلة سعيدة مع اليمن السعيد.